أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال محادثة هاتفية جرت بينهما الأربعاء “دعمهما الكامل” لتشكيل “حكومة قوية” في لبنان، بحسب ما أعلن الإليزيه اليوم.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ الرجلين “أشارا إلى أنّهما سيقدّمان دعمهما الكامل للاستشارات التي تجريها السلطات اللبنانية الجديدة، بهدف تشكيل حكومة قوية وقادرة على جمع تنوّع الشعب اللبناني، وضمان احترام وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وإجراء الإصلاحات الضرورية من أجل ازدهار البلد واستقراره وسيادته”.
ومساء الخميس، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن رئيس الحكومة المكلف نواف سلام اختتم استشاراته النيابية غير الملزمة في يومها الثاني والأخير، والتقى عددًا من النواب والكتل، ضمن جولتين صباحية ومسائية، وغادر مجلس النواب من دون الادلاء بأي تصريح.
وأضاف البيان الفرنسي أنّ انتخاب الرئيس جوزيف عون وتكليف رئيس الوزراء نواف سلام يفتحان “حقبة جديدة للبنان”، ويعطيان “إشارة مهمة للمجتمع الدولي لإعادة الانخراط” في هذا البلد.
كما أعرب ماكرون وبن سلمان عن “دعمهما الكامل للقوات المسلحة اللبنانية” لتطبيق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في جنوب البلاد، كما “بحثا في الخطوات التالية، لا سيّما لدعم إعادة الإعمار”.
والرئيس الفرنسي الذي سعى جاهدًا في السنوات الأخيرة لإيجاد حلّ في لبنان الغارق في أزمة سياسية واقتصادية ومالية، سيلتقي الجمعة في بيروت المسؤولين الجدد.
4 سنوات على آخر زيارة
ويعود ماكرون إلى لبنان بعد نحو أربع سنوات من زيارتين له إلى البلد في أعقاب الانفجار في مرفأ بيروت، لدعم الانفراج السياسي الذي تعذّر عليه تحقيقه وقتذاك. والهدف من زيارة الرئيس الفرنسي “مساعدة” نظيره اللبناني جوزيف عون الذي انتخب قبل أسبوع بعد أكثر من سنتين من شغور الرئاسة اللبنانية ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام، على “تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته”، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الإليزيه.
ماكرون خلال زيارته لبنان عام 2000 بعد انفجار مرفأ بيروت-غيتي
وتنوّه دوائر الإليزيه بالتطوّرات الأخيرة في البلد الذي كان تحت الانتداب الفرنسي، والذي يكتسي في نظر باريس “قيمة رمزية وأخرى إستراتيجية خاصة في الشرق الأوسط الحالي”.
وفي أغسطس/ آب 2020، بعد الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت وخلّف أكثر من مئتي قتيل، سارع إيمانويل ماكرون لزيارة لبنان حيث استقبل بحفاوة من جزء من السكان، وأبدى استياء شديدًا من الطبقة السياسية المتّهمة بتقاعس تسبّب بالكارثة. ولا شكّ في أن تلك الزيارة شكّلت محطّة بارزة في ولاية ماكرون.
وعاد بعد ثلاثة أسابيع في مسعى لدفع الأطراف المختلفة إلى الالتزام بتشكيل حكومة إصلاحية من شأنها أن تنتشل البلد من مشاكله الاقتصادية والاجتماعية، ولم يقم بزيارة ثالثة كان قد تعهّد بها، في ظلّ إخفاق في تشكيل حكومة عدّه ماكرون “خيانة” لوعوده.
وواصل ممارسة الضغط على الأطراف اللبنانية، معيّنًا وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان مبعوثًا خاصًا في يونيو/حزيران 2023 في مسعى لتيسير انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. لكن، كان لا بدّ من الانتظار سنة ونصف سنة قبل أن ينتخب البرلمان اللبناني الأسبوع الماضي قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسًا للبلد.