أعربت منظمة العفو الدولية، أمس الأربعاء، عن أسفها لقرار الحكومة اللبنانية تسليم الناشط المصري المعارض والشاعر عبد الرحمن القرضاوي إلى دولة الإمارات، استنادًا إلى مذكرة توقيف صادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، التي تلزم لبنان بتلبية طلب تسليمه، وفقًا لما أعلنته الحكومة في بيروت يوم الثلاثاء.
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية في بيان: إن “القرار جاء على الرغم من المخاوف التي أعرب عنها مدافعون عن حقوق الإنسان في لبنان ومصر والعالم، من أنه سيتعرض لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، تصل إلى حد الاضطهاد”.
توقيف القرضاوي
وطالبت المنظمة من السلطات اللبنانية “احترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، ووقف تسليمه”.
وأضافت المنظمة أنه “ينبغي للإمارات إسقاط أي تهم تتعلق بممارسة حقه (القرضاوي) في حرية التعبير، بما في ذلك انتقاده للسلطات الإماراتية أثناء زيارته إلى سوريا”.
وكانت كلّ من مصر والإمارات قدّمتا ملفي استرداد للقرضاوي إلى الحكومة اللبنانية مطلع يناير/ كانون الثاني، كما أفاد مصدر قضائي وكالة “فرانس برس” في الثاني من يناير.
عبد الرحمن القرضاوي خلال زيارته الأخيرة لدمشق- حساب الشاعر في فيسبوك
ويطلب الملف الإماراتي استرداد نجل الداعية الشيخ يوسف القرضاوي ومحاكمته بناء على فيديو سجله خلال زيارته للمسجد الأموي في دمشق، وتضمن ما اعتبرته أبو ظبي “تحريضًا على دولة الامارات وزعزعة الاستقرار فيها”، وفق المصدر نفسه.
وتمّ استجواب القرضاوي الأسبوع الماضي بحضور محاميه بشأن ملف الاسترداد الوارد من الإمارات، وفق المصدر.
وأوقف القرضاوي، وهو شاعر أيضًا، في 28 ديسمبر/ كانون الأول لدى وصوله من سوريا عبر معبر المصنع الحدودي بناء على مذكرة توقيف مصرية، بحسب ما أفاد مصدر قضائي لبناني في وقت سابق.
منظمة العفو في بيانها أضافت: “إذا تم تسليم عبد الرحمن القرضاوي إلى الإمارات، يجب حمايته من التعرض للاختفاء القسري أو التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة، وينبغي منحه محاكمة عادلة، بما في ذلك تمكينه من الاتصال بمحامٍ من اختياره”.
فيديو “مهين”
وكان عبد الرحمن ناشطًا معارضًا لحكم الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011، كذلك عارض القرضاوي الحكم الحالي منذ عام 2013.
وكان عبد الرحمن القرضاوي قد نشر مقطع فيديو صوّره في المسجد الأموي في دمشق يحتفي فيه بسقوط الأسد، ويعرب عن أمله في “النصر” في البلدان العربية الأخرى التي شهدت انتفاضات ومنها مصر.
كما حذّر السوريين من “التحديات الشريرة التي يخطط لها العالم أجمع”، ذاكرًا عددًا من الدول العربية بينها الإمارات.
وانتشر الفيديو على نطاق واسع بما في ذلك في وسائل الإعلام المصرية التي وصفته بأنه “مهين”.
بدورهم، طالب بعض الإعلاميين المقربين من حكومة السيسي بتسليم القرضاوي للسلطات المصرية.