كان سقوط نظام بشار الأسد مفاجئًا لكثيرين، خصوصًا بعد تماسك استمرّ أكثر من عقد من الزمن. فقد انهار النظام أمام قوات غير نظامية زحفت من حدود البلاد الشمالية إلى قلب العاصمة دمشق، خلال أحد عشر يومًا فقط.
وطرح هذا الانهيار السريع أسئلة كثيرة، خصوصًا مع توقيته الذي جاء في لحظة بدا النظام فيها متماسكًا، وانفتح على محيطه العربي. ولعل قائد عملية ردع العدوان أحمد الشرع هو أقرب الناس للإجابة عليها.
كان الشرع أمس يزور منطقته التي نشأ فيها، وزار مسجد الإمام الشافعي في منطقة المزة. وخلال حديث مع الحاضرين في المسجد، قَدَّم ما يمكن اعتباره إجابات مقتضبة، عن هذه الأسئلة.
أحمد الشرع يتحدث عن سلاح محلي الصنع
الرجل اعترف بأن المعارضة المسلحة كانت أضعف من النظام، لكنّه شدّد على استعدادها المتواصل منذ زمن لهذه اللحظة.
فوفق تصريحات أحمد الشرع، كانت الدوافع ذاتية، وكان السلاح محلي التصنيع.
والمعروف من نوعيات الأسلحة لدى الفصائل المشاركة في إدارة العمليات العسكرية، الأسلحة التي غنموها من خصومهم، سواء أكان الجيش السوري أو الفصائل الأخرى.
ولم يتحدث الشرع عن أنواع السلاح محليّ الصنع. لكن قائدًا آخر لإدارة العمليات العسكرية عدَّد بعض أسمائها قبل انهيار نظام الأسد بأيام قليلة.
المسيّرة شاهين
ومن بين هذه الأسماء التي عدَّدها شامل الحمصي، يبرز اسم المسيّرة شاهين التي يعتقد كثيرون أنّها شكّلت فارقًا كبيرًا في سير العمليات. فهي منظومة استطلاع جوي مسلح محلية الصنع، مما يجعلها فعالة من حيث التكلفة والإنتاج.
تتنوع مهمات “شاهين” وتتعدد انطلاقًا من عمليات المراقبة والمسح الجغرافي لمناطق تمركز القوات المستهدفة، إلى المهمات الهجومية والقيام بهجمات انتحارية، باستخدامها قنابل طائرة، تستهدف المواقع الحساسة.
وهناك نوعان من هذه المسيّرات، الأولى تطلق بدفع مساعد من قبل الأفراد، والثانية هي عبارة عن مسيّرات ذات أربع مراوح تطلق من منصة مخصصة. ويظهر أثرها الإستراتيجيّ في المعارك بتقليل الكلفة البشرية، وإحداث شلل في تحركات الأفراد والأرتال العسكرية.