أعلنت إسرائيل، اليوم الجمعة، نيتها عدم الانسحاب من جنوب لبنان، مشيرة إلى أنّ الانسحاب التدريجي لقواتها من جنوب لبنان “سيتواصل” بعد انقضاء مهلة الستين يومًا المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينتهي الأحد.
وفي بيان، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفّذ بشكل كامل من جانب لبنان، فإن عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة”.
وشدّد بيان مكتب نتنياهو على أن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان مشروط بانتشار الجيش اللبناني وانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، مضيفًا أن إسرائيل “لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال (إسرائيل)، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان”، وفق قوله.
الجيش الإسرائيلي يبقي على مواقعه جنوب لبنان
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أشارت إلى أن “المستوى السياسي وجه الجيش بعدم الانسحاب من القطاع الشرقي جنوبي لبنان”.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الكابينت قرّر إبقاء الجيش الإسرائيلي في مواقعه في جنوب لبنان والتهديد برد قاس على أي خرق من حزب الله.
يذّكر أن الجيش الإسرائيلي لم ينسحب إلّا من القطاع الغربي حيث المقر الرئيسي للقوات الدولية بينما لا تزال قواته متمركزة في عدد من القرى في القطاع الأوسط والشرقي.
وكان حزب الله قد دعا إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي تنفيذًا لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب طلبت من واشنطن تأجيل موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لمدة شهر كامل.
ويأتي ذلك في وقت أشارت فيه القناة 13 الإسرائيلية إلى أن نتنياهو طلب من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الموافقة على إبقاء 5 مواقع عسكرية إسرائيلية في جنوب لبنان، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التنسيق سيستمر مع الجانب الأميركي بشأن الخطوات المقبلة.
استهداف بني حيان ورب ثلاثين
وفي السياق، نفّذت قوة إسرائيلية فجر اليوم الجمعة في بلدي بني حيان جنوبي لبنان عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة، وأحرقت عددًا من المنازل. كما سُمعت أصوات إطلاق الرصاص في المناطق المجاورة.
وأفادت مراسلة التلفزيون العربي بأن القوات الإسرائيلية نفّذت تفجيرًا عنيفًا في بلدة رب ثلاثين.
ويأتي هذا التصعيد، فيما أفادت مصادر أمنية للتلفزيون العربي بأن الجيش اللبناني في جهوزية عالية لاستكمال انتشاره في البلدات الحدودية.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد دعا السبت الماضي إلى انسحاب إسرائيلي من جنوب البلاد “ضمن المواعيد المحددة” بموجب الاتفاق الذي أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
كما ينصّ الاتفاق على ضرورة انتشار الجيش اللبناني إلى جانب قوة الأمم الموقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل). وندّد عون أيضًا بـ”استمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية ولا سيما لجهة تفجير المنازل وتدمير القرى الحدودية”.
وعلى وقع دخول الجيش اللبناني إلى قوى الجنوب، لا تزال بعض البلديات تصدر بيانات تدعو في السكان إلى عدم العودة إلى حين التأكد من الوضع الأمني في تلك القرى، بينما يصرّ الأهالي على العودة إلى بلداتهم الأحد المقبل حتى ولو لم ينسحب الجيش الإسرائيلي منها. وقد رصدت كاميرا التلفزيون العربي الدمار في بلدة الناقورة الخالية من السكان.