واصلت أسعار النفط الخسائر التي تكبدّتها الأسبوع الماضي مع انخفاض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من 4%، بسبب المخاوف من حدوث ركود اقتصادي قد يقلل الطلب على الخام نتيجة تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2.54 دولار، أي 3.9%، إلى 63.04 دولار للبرميل بحلول الساعة (7:45 بتوقيت غرينتش)، كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.05 دولار، أي 4.03%، إلى 59.49 دولار. ونزل الخامان لأدنى مستوى منذ أبريل/ نيسان 2021.
حرب تجارية عالمية وركود
وانخفض النفط 7% يوم الجمعة مع قيام الصين بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الأميركية، مما أدى إلى تصاعد حرب تجارية دفعت المستثمرين إلى زيادة التوقعات بحدوث حالة من الركود.
وخلال الأسبوع المنصرم، تراجع برنت 10.9% في حين هبط خام غرب تكساس 10.6%.
وقالت مؤسسة شركة “فاندا إنسايتس” لتحليل سوق النفط فاندانا هاري: “من الصعب رؤية أرضية للنفط الخام ما لم يهدأ الذعر في الأسواق، ومن الصعب أن نرى ذلك ما لم يقل الرئيس الأميركي دونالد ترمب شيئًا لتهدئة المخاوف المتصاعدة بشأن نشوب حرب تجارية عالمية والانزلاق إلى ركود”.
وردًا على رسوم ترمب الجمركية، أعلنت الصين يوم الجمعة أنها ستفرض رسومًا إضافية بنسبة 34% على السلع الأميركية، مؤكدةً بذلك مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية شاملة، واحتمال تعرض الاقتصاد العالمي لخطر الركود.
واستثنيت واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة من الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي فرضها ترمب، لكن هذه السياسات قد تؤدي إلى تفاقم التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة النزاعات التجارية مما سيضغط على أسعار النفط.
مخاوف من ارتفاع التضخّم
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول يوم الجمعة إن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترمب “أكبر من المتوقع” ومن المرجح أن تكون التداعيات الاقتصادية بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، أكبر من المتوقع أيضًا.
ومما زاد من الضغط على الأسعار بالهبوط، قرر “تحالف أوبك+” المضي قدمًا في خطط زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو/ أيار، بما يشكل زيادة عن 135 ألف برميل يوميًا كانت مخططة من قبل.
وشدد وزراء “مجموعة أوبك+” مطلع الأسبوع على ضرورة الالتزام الكامل بأهداف إنتاج النفط، داعين الأعضاء الذين زاد إنتاجهم عن الحد إلى تقديم خطط بحلول 15 أبريل/نيسان لتعويض فائض الإنتاج.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، رفضت إيران أمس الأحد المطالب الأميركية بأن تجري محادثات نووية مباشرة مع الولايات المتحدة أو تتعرض للقصف.
وأعلنت روسيا سيطرتها على باسيفكا في منطقة سومي الأوكرانية، وقالت إن قواتها تهاجم العديد من القرى القريبة.