في مشهد تاريخي، خرج الآلاف من سجون رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد فور هروبه وسيطرة فصائل معارضة على العاصمة، لكن هؤلاء ليسوا كلَّ المعتقلين.
فالتقديرات الأولية تشير إلى أن أعدادهم بلغت نحو 24 ألفًا بينما وصل إجمالي أعداد المعتقلين منذ 2011 في سجون بشار الأسد إلى نحو 136 ألفًا.
وهنا يبرز السؤال عن مصير 112 ألف معتقل سوري. وتصنّف الشبكة السورية لحقوق الإنسان هؤلاء المعتقلين على أنهم مختفون قسريًا حيث لا يستطيع أحد الوصول إلى أماكنهم أو معرفة أي شيء عنهم.
وتجري عمليات البحث عن مصير هؤلاء بشكل منظم أحيانًا وبجهود فردية أغلب الوقت، وأدت إلى اكتشاف أكثر من مقبرة جماعية في مناطق متفرقة.
إخفاء سيدات في مستشفيات للصحة النفسية
وكشفت المعتقلة السابقة لدى نظام بشار الأسد، الفنانة السورية سمر كوكش، عن طريقة مختلفة استخدمها نظام بشار الأسد لإخفاء السيدات داخل أماكن احتجاز غير مصنّفة على أنها سجون، حيث شهدت خلال احتجازها على اعتقال نساء ثمّ إيداعهنّ في مستشفيات للصحة النفسية.
وفي مقطع مصور، تشير كوكش إلى أنها كانت معتقلة في سجن عدرا وكان السجانون يحضرون فتيات يزعمون أنهن مجانين ويتم إيداعهن في السجن قبل ترحيلهن إلى مستشفيات الصحة النفسية.
وقالت كوكش إن إحدى هؤلاء الفتيات جلست معها في الزنزانة وكانت تبدو بصحة عقلية جيدة لكنها تعرضت لضرب مبرح، وقد كتبت كوكش اسمها على ورقة واحتفظت بها وتمكنت من إخراجها من خلال ابنتها لتكشف عن الحادثة بعد خروجها من سجون النظام وتحرير سوريا.
أطفال معتقلون في دور الأيتام
وجاء حديث سمر كوكش بعدما أثيرت قضية مشابهة عن مصير أطفال معتقلين، والذين أخفتهم السلطة قسرًا عبر إيداعهم في دور للأيتام ببيانات وأسماء مختلفة.
وقد أصدرت منظمة قرى الأطفال في سوريًا بيانًا اعترفت فيه بأنّ السلطاتِ السوريةَ حتى عام 2019 كانت تسلمها أطفالًا منفصلين عن أسرهم من دون توثيق أصولهم.
وتفاعل السوريون على نطاق واسع مع ما أثارته سمر كوكش، حيث طالب البعض بمزيد من الاهتمام بملف المعتقلين وإعادة تقييم المرضى في مشافي الأمراض النفسية.