دعا حزب الله مساء الأحد، المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان، مشددًا على أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة “ليست حبرًا على ورق”.
وفجر الأحد، انتهت مهلة محددة بـ60 يومًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي المتوغل في جنوب لبنان، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ سريانه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
22 شهيدًا في جنوب لبنان
لكن القوات الإسرائيلية تواصل وجودها في قرى لبنانية، وتمنع بنيرانها النازحين من العودة إليها، في خرق صريح للاتفاق، الذي ترعاه الولايات المتحدة وفرنسا.
ومنذ صباح الأحد، استشهد 22 لبنانيًا، بينهم 6 سيدات، وأصيب 124 آخرين، بينهم 12 سيدة ومسعف، برصاص جيش الاحتلال خلال محاولتهم العودة إلى قراهم في الجنوب، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وقال حزب الله في بيان، إن “مشهد العائدين إلى قراهم يُجسد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ويؤكد أن هذا الشعب، بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين، يشكل السلاح الأقوى للمقاومة”.
وأكد أن ما أسماها بمعادلة “الجيش والشعب والمقاومة” التي تحمي لبنان من غدر الأعداء ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم.
وشدد حزب الله على أن “المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا”.
وأكد الحزب أن “شعب المقاومة أثبت أنه وفِي لدمائه الزكية، وأنه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنهم عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي المبارك الذي رسم بخطواته واتجاهه طريقًا واحدًا، تحرير الأرض ودحر المحتل نهائيًا”.
ودعا جميع اللبنانيين إلى “الوقوف صفًا واحدًا مع أهلهم في الجنوب، لنجدد معا معاني التضامن الوطني ولنبني سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار.
وختم بيانه قائلًا: “نتوجه بالتحية إلى أرواح الشهداء وإلى الجرحى الذين رسموا بدمائهم طريق التحرير والانتصار. ونعتبر أنّ هذه اللحظات العظيمة التي يعيشها وطننا اليوم ليست إلا تأكيدًا على أن لبنان بشعبه ومقاومته وأبنائه الأحرار هو وطن العزة والكرامة”.
الاحتلال يمنع اللبنانيين من العودة إلى منازلهم
ويمنع الجيش الإسرائيلي اللبنانيين في جنوب البلاد من العودة إلى منازلهم “حتى إشعار آخر”، بعد إعلانه عدم انسحابه من المنطقة رغم نهاية الـ60 يومًا المحددة في الاتفاق.
وادعى متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، أن انتشار الجيش “يهدف لتمكين انتشار فعال للجيش اللبناني تدريجيًا، وتفكيك وإبعاد حزب الله بعناصره وبنيته التحتية من جنوب لبنان”.
يمنع جيش الاحتلال اللبنانيين في جنوب البلاد من العودة إلى منازلهم – غيتي
والجمعة، زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن صياغة الجزء المتعلق بمهلة الانسحاب المحددة في الاتفاق “يُفهم منها أنها قد تستغرق أكثر من 60 يومًا”.
كما زعم أن الدولة اللبنانية “لم تُنفذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل”، وبناءً عليه “ستستمر عملية الانسحاب التدريجي (من جنوب لبنان) بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة”، دون تحديد موعد لإتمام انسحابه.
وأنهى وقف إطلاق النار قصفًا متبادلًا بين الجيش الإسرائيلي ولبنان بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وارتكب الجيش الإسرائيلي مئات الخروقات لوقف إطلاق النار، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى في لبنان.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و80 شهيدًا و16 ألفًا و753 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.
ويواصل الجيش الإسرائيلي احتلال قرى في جنوب لبنان منذ بدء توغله البري فيه مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.