أطلق مهرجان البستان الدولي للموسيقى عنوان “فجر جديد” على نسخته الحادية والثلاثين، تعبيرًا عن “الأمل” في لبنان بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، وضمّنَ البرنامج الذي أعلنه الجمعة حيّزًا للأغنيات الوطنية.
ويحتفي المهرجان الذي يُفتَتَح في 26 فبراير/ شباط ويستمر إلى 23 مارس/ آذار بمرور 150 عامًا على ولادة أوبرا كارمن ضمن حفلاته الإثنتي عشرة التي تتنوع مضامينها بين الموسيقى الكلاسيكية والجاز والموسيقى الشرقية ويحييها موسيقيون عالميون ومحليون.
وشددت نائبة رئيسة المهرجان لورا لحود في مؤتمر صحافي أقيم في فندق البستان شمالي شرقي بيروت على أن “هذه النسخة التي تترافق مع أمل جديد، لم يكن من المتوقع أن تقام مع تصاعد وتيرة الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني”.
وأضافت أن مشاركة الفنانين العالميين لم تكن ممكنة “في وقت أوقفت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها وأصدرت السفارات تحذيرات” لمواطنيها من السفر إلى لبنان.
ولاحظت أن “الأخبار الجيدة” توالت بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر، ومنها “التغيير في سوريا وانتخاب رئيس جديد للبنان وأخيرًا (تكليف) رئيس لمجلس الوزراء”.
“علاقات جيدة وثقة مع فنانين كبار”
وفي وقت قصير، اتخذت اللجنة المنظمة للمهرجان قرارًا بإقامته، وسط “تفاؤل (…) بهذا الفجر الجديد”، وتمكنت من إنجاز التحضيرات بفضل “علاقات مميزة من الثقة مع عدد كبير من الفنانين العالميين”.
وقال المدير الفني للمهرجان جانلوكا مارتشانو لوكالة “فرانس برس”: “نحتفل بلحظة جديدة، وأعتقد أن أفضل طريقة لذلك هي الموسيقى. لذا فإن المثابرة على إقامة المهرجان سنويًا في غاية الأهمية، وله هذه السنة معنى أقوى من السابق”.
ويُفتتح المهرجان بحفلة لعازف البيانو الروسي بوريس بيريزوفسكي الذي يقدم مقطوعات للموسيقي المجري فرانز ليزت، ويختتمها بمقطوعة “اورورا” أو الفجر لبيتهوفن التي تنسجم مع عنوان نسخة المهرجان. وللجمهور موعد ثان مع بيريزوفسكي عازفًا الجاز.
ويساهم المهرجان في إنتاج حفلة عنوانها “لبنان بِغنّية” تعرض على مدى ليلتين بالتعاون مع الفنان جورج خباز الذي يتولى الإخراج، بعدما كان قدّم في المهرجان نفسه عام 2023 عملًا غنائيًا شرقيًا متنوعًا من كلماته وألحانه بمشاركة عدد من الفنانين بعنوان “جايي الأيام”.
وتشمل الحفلة هذه السنة أغنيات وطنية تعزفها أوركسترا بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي وتحييها جوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة وتشارك فيها المغنية اللبنانية سمية بعلبكي.
وقال خباز: “إنه عمل محفّز وفيه حنين للأغنيات الوطنية واخترنا أجمل الأغنيات الوطنية وأشهرها على صعيد الكلمة واللحن والتوزيع والانتشار والقيمة الفنية باطار إخراجي مختلف”.
“تراجيديا كارمن”
وأدرجت إدارة المهرجان في الأسبوع الثاني منه “تراجيديا كارمن” للموسيقي الفرنسي جورج بيزيه احتفاء بمرور 150 عامًا على كتابتها. وثمة حفلة أخرى أوبرالية إسبانية الأجواء عنوانها “زارزويلا”.
ويستضيف المهرجان في الأسبوع الثالث عازف القيثارة الروسي الكسندر بولداشيف الذي ينقل الجمهور من الموسيقى الكلاسيكية إلى الروك بإحساس و”طاقة مزلزلة”، بحسب وصف مارتشانو.
ويحل عازف البيانو اللبناني عبد الرحمن الباشا ضيفًا على المهرجان مقدمًا موزار وبيتهوفن وشوبان.
ولليزت حصة ثانية، اذ ستقدم مراحل درب الصليب الأربع عشرة كما ألفها الموسيقي المجري بنسخة البيانو، بمشاركة الباشا أيضًا.
ويطل عازف الاكورديون الفرنسي فيليسيان بروت الذي شارك في افتتاح الألعاب الأولمبية واعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام ترافقه عازفة التشيللو أستريا سيرانوسيان.
وفي الأسبوع الرابع لقاء مع عازف التشيللو الفلسطيني نسيم الأطرش في أمسية تتصاعد فيها أنغام الجاز الشرقي.
ويختتم المهرجان مع فرقة “ليه كورد دو لا غارد ريببليكان” les cordes de la garde republicaine الفرنسية.