منذ لحظة سقوط نظام الأسد وسيطرة المعارضة السورية على معظم أنحاء البلاد، شنّت إسرائيل عدوانًا على مناطق حدودية تجاوزت القنيطرة إلى ريف درعا، لعمل منطقة عازلة، وقصفت مقدرات عسكرية للجيش السوري خوفًا من وقوعها بيد الفصائل.
وإسرائيل التي استغلت حالة انشغال السوريين في ترتيب البيت الداخلي، أعلنت أن سيطرتها على المناطق السورية بريًا أمر مؤقت، إلا أن القيادة السورية الجديدة أصبحت مطالبة شعبيًا بموقف واضح. وهو فعلًا ما حصل بعدما طالب قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بانسحاب الاحتلال من الأراضي السورية ووقف الغارات الجوية.
إلا أن محافظًا في الحكومة الجديدة أثار جدلًا واسعًا بعد تصريحات أدلى بها للإذاعة الوطنية العامة الأميركية “إن بي آر”، عن موقفه تجاه إسرائيل.
فما هي التصريحات التي أغضبت السوريين وكيف ردت الإدارة السورية الجديدة عليها؟
وقال محافظ دمشق الجديد ماهر مروان عند سؤاله عن سيطرة إسرائيل على الأراضي والمدن الحدودية السورية: “هناك أناس يريدون التعايش يريدون السلام، لا يريدون النزاعات، نحن نريد السلام، لا نستطيع أن نكون ندًا لإسرائيل، لا نستطيع أن نكون ندًا لأحد”.
موجة غضب واسعة بشأن تصريحات محافظ دمشق
هذه التصريحات أثارت موجة غضب واسعة بين السوريين دفعت المكتب الإعلامي للإدارة السياسية السورية الجديدة للقول لوسائل إعلام، إن بعض تصريحات محافظ دمشق ماهر مروان قد لا تعكس الموقف الرسمي للدولة في ما يتعلق بالشؤون الخارجية، وذلك بعد تصريحات له عن العلاقة بين سوريا الجديدة وإسرائيل.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع هذه التصريحات.
فقالت المستشارة القانونية رواء معاذ: “كان من المفترض على السيد المحافظ عدم إجراء مثل هذه اللقاءات مع قنوات خارجية لأن عمله خدمي وليس سياسيًا”.
وكتب خالد سلمان: “كل من لا يملك تصورًا سليمًا عن جزئية العلاقة مع إسرائيل سيقع في إشكالات لا أول لها ولا آخر، وسيعطي خصومه المادة اللازمة للهجوم عليه وتشويهه، لذلك يجدر به ألا يتدخل مطلقًا في ما لا يعنيه، وبالفعل هذا الأمر من اختصاص غيره”.
أمّا محمد برجس، فقد قال: “تصريح غير موفق، تبرير غير موفق لا يوجد شخص عاقل يطالب سوريا بالدخول في حرب أو فتح جبهة مع الاحتلال في هذا الوقت تحديدًا، الخبرة السياسية هي إحدى أساسيات نجاح أي ثورة وأي نهضة في العالم”.
وقال المدون أدهم أبو سلمية: “التاريخ والجغرافيا والسياسة تعلمنا أن التصريحات التي تهدف إلى كسب رضا القوى الدولية غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية. هذه السياسة تفتح الباب لابتزاز أكبر، لا سيما في ظل وضع سوريا كدولة طوق تواجه تحديات وجودية”.
وبعد حالة الجدل التي أثارتها تلك التصريحات، خرج المحافظ ماهر مران في مقطع فيديو جديد ينفي ما تناقلته وسائل إعلامية بأنه يريد السلام مع “إسرائيل”، قائلًا في تسجيل مصور إن سياق الحديث الإذاعي جاء عن السلم الأهلي الداخلي المحلي السوري.
وأوضح أنه لم يتطرق لموضوع السلام مع إسرائيل لأن ذلك ليس من صلاحيته، وأضاف: “هناك وزارة خارجية وهناك قيادة. وكان سياق كلامي يصب في التعامل السلمي الأهلي المحلي”.
وزاد أن “سياق الحديث الذي بقي ساعة كان يصب في تعب الشعب السوري في سنوات الثورة، وأنه بحاجة إلى سلام داخلي ولا يريد الحروب الخارجية”.