أعلنت الدنمارك والنرويج والسويد الإثنين تعليق درس طلبات اللجوء للسوريين، غداة سقوط نظام بشار الأسد.
وجاء في بيان أن اللجنة الدنماركية لدرس طلبات اللاجئين “قررت تعليق النظر في الملفات المتعلقة بالقادمين من سوريا بسبب الوضع غير المستقر في البلاد بعد سقوط نظام الأسد”. وقالت إن القرار يشمل حاليًا 69 حالة.
وأضافت أنها “قررت أيضًا تأجيل الموعد النهائي لمغادرة الأشخاص الذين سيرحلون إلى سوريا” ويشمل 50 فردًا.
وأصبحت الدنمارك في صيف 2020 أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعيد النظر في مئات من ملفات اللاجئين السوريين نظرًا إلى أن “الوضع الحالي في دمشق لم يعد يبرر الحصول على إذن إقامة أو تمديده”.
وتتبع الدنمارك سياسة استقبال صارمة بهدف معلن هو “صفر طالب لجوء”. وتشجع العودة الطوعية للسوريين وتصدر تصاريح إقامة موقتة منذ عام 2015.
بدورها، قررت النرويج أيضًا تعليق النظر في ملفات اللاجئين السوريين بانتظار استقرار الأوضاع.
“تقييم دوافع الحماية”
وكتبت إدارة الهجرة النرويجية في بيان: “لا يزال الوضع في البلاد غير واضح ولم يحسم بعد”.
ويعني تعليق درس الملفات أن إدارة الهجرة “لن ترفض أو توافق على طلبات اللجوء المقدمة من سوريين طلبوا اللجوء في النرويج حاليًا” على ما ذكرت المنظمة بدون كشف عدد الملفات المعنية.
وكانت النرويج تلقت 1933 طلب لجوء من سوريين منذ بداية العام.
من جهتها أعلنت السلطات السويدية الإثنين أنها ستعلق درس طلبات اللجوء المقدمة من لاجئين سوريين وترحيلهم غداة سقوط نظام الأسد في سوريا.
وقال كارل بيكسيليوس المسؤول عن الشؤون القانونية في وكالة الهجرة الوطنية السويدية في بيان: “نظرًا إلى الوضع من غير الممكن تقييم دوافع الحماية حاليا”.
وأضاف المسؤول السويدي: “في سوريا الوضع هش والأحداث الأخيرة تثير العديد من القضايا القانونية التي تستلزم دراسة معمقة. وكان اتخذ قرار مماثل مع استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان عام 2021”.
ودعا زعيم الديمقراطيين في السويد (يمين متطرف) جيمي أكيسون الذي يدعم حزبه الائتلاف الحكومي، إلى رحيل اللاجئين السوريين.
وسيتخذ القرار الرسمي بهذا الخصوص الثلاثاء.
إلى ذلك، قال مصدر كبير بالحكومة اليونانية لوكالة “رويترز” الإثنين إن أثينا علقت طلبات اللجوء المقدمة من نحو تسعة آلاف سوري عقب الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد.
انتظار تطورات الوضع في سوريا
وفي سياق متصل، لفتت وزارة الداخلية الفرنسية إلى أن الحكومة تعمل على تعليق طلبات السوريين للجوء بعد سقوط بشار الأسد، مضيفة أن من المرجح التوصل إلى قرار بهذا الصدد خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأضافت الوزارة أن باريس تعمل على إيجاد حل مماثل لما طرحته ألمانيا التي أعلنت في وقت سابق أنها ستعلق طلبات اللجوء، وهو ما أقدمت عليه دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الإثنين إن تقييم طلبات اللجوء المقدمة من سوريين مقيمين في ألمانيا سيعتمد على التطورات في سوريا.
وأضافت في بيان: “لا يمكن التكهن باحتمالات ملموسة لعودة (لاجئين سوريين) في الوقت الراهن وسيكون منافيًا للمهنية التكهن بموقفهم في مثل هذا الوضع المتقلب”.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت وزارة الداخلية أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين علق جميع طلبات اللجوء من سوريين إلى أن تتضح الأمور بشأن التطورات السياسية في البلاد.
وقال وزير المالية الألماني يورج كوكيز اليوم الإثنين إن من السابق لأوانه جدًا التكهن بشأن ما يحدث في سوريا.
وأضاف في تصريحات أدلى بها في بروكسل: “علينا أن نراقب الوضع وسنتخذ قرارات عندما نعلم على وجه الدقة كيف تكشف الأمر”.