كان السوريون قبل شهر واحد من اليوم على موعد مع أكبر تحوّل في بلادهم منذ أكثر من خمسة عقود: سقوط حكم عائلة الأسد.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية فجر الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، دخولها العاصمة دمشق وإسقاط حكم بشار الأسد، وسط معلومات تحدثت عن فراره إلى خارج البلاد، وذلك بعد 12 يومًا فقط من إطلاق الفصائل عملية “ردع العدوان”.
وعقب دخول دمشق، توجه المقاتلون إلى السجون وحرروا آلافًا من نزلائها، وقد انتشرت مقاطع مصورة لعمليات تحرير السجناء، خاصة في سجن صيدنايا الشهير باسم “المسلخ البشري”.
حكومة انتقالية
وأعلن قائد إدارة العمليات في المعارضة السورية أحمد الشرع فجر اليوم نفسه، استمرار الحكومة السورية السابقة في أداء عملها إلى حين تسليم السلطة للإدارة الجديدة.
وفي مساء ذلك اليوم، وصل الشرع مع كبار القادة العسكريين إلى دمشق، كما أعلن الجيش الإسرائيلي نشر قواته في المنطقة العازلة مع سوريا وفي عدة نقاط أخرى.
وفي العاشر من ديسمبر، أعلن محمد البشير تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في البلاد حتى أوائل مارس/ آذار 2025، وقد عقدت الحكومة الجديدة في اليوم نفسه اجتماعًا مع الحكومة السابقة لتسلم الملفات.
من احتفالات السوريين بسقوط نظام بشار الأسد – رويترز
في الخامس عشر من ديسمبر، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أن جميع الفصائل المسلحة في سوريا سيتم حلها.
كما أعلن انتهاء التجنيد الإلزامي في الجيش، باستثناء بعض الاختصاصات.
تسوية أوضاع عناصر النظام السابق
وانطلقت في الحادي والعشرين من ديسمبر، أعمال المراكز التي فتحتها إدارة العمليات العسكرية لتسوية أوضاع عناصر النظام السوري السابق، من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية.
إلى ذلك، يعد توالي وصول الوفود العربية والإقليمية والدولية إلى العاصمة دمشق ولقاءاتها مع الإدارة الجديدة، أبرز ما ميز الشهر الذي تلا سقوط نظام الأسد.
وقد كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أول وزير خارجية دولة أجنبية يزور سوريا في الثاني والعشرين من ديسمبر.
خرج السوريون في احتفالات عقب سقوط الأسد – رويترز
وفي السادس والعشرين من ديسمبر، أعلنت وزارة الداخلية مقتل أربعة عشر من عناصرها في كمين بريف طرطوس، نصبه مسلحون من فلول النظام السابق.
وقد أطلقت الوزارة عقب هذا الحادث حملات أمنية شملت مناطق مختلفة من البلاد.
وفي السابع من يناير/ كانون الثاني الجاري، أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني إلى ضرورة التريث في عقد المؤتمر الوطني المرتقب، حتى يتسنى تشكيل لجنة تحضيرية موسعة.
وفي اليوم نفسه، حطت في مطار دمشق أول رحلة دولية سيرتها الخطوط الجوية القطرية، كما غادرت المطار أول رحلة دولية توجهت إلى الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.