أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الخميس الماضي أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقوبل القرار بغضب ورفض في إسرائيل التي وصفته بأنه مخز وسخيف، في حين أعرب سكان غزة عن أملهم في أن تساعد الخطوة في تقديم المسؤولين عن جرائم الحرب إلى العدالة.
ومعلوم أن الولاية القضائية للمحكمة الجنائية لا تقتصر على النظر في اتهام المسؤولين السياسيين أو العسكريين بارتكاب جرائم حرب وإدانتهم، بل تتيح النظر والتحقيق وإصدار الأحكام، في حق الأفراد الذين يشك في ارتكابهم انتهاكات تندرج تحت اسم جرائم الحرب.
هذا شجع نشطاء وصحفيون على تعقب جنود الاحتلال الإسرائيلي، وتوثيق الانتهاكات التي يرتكبونها كأفراد أو بشكل منظم ورسمي في حق المدنيين في غزة، منذ بداية الحرب، ومحاولة ملاحقتهم قانونيًا.
آخر هذه المحاولات، كان قبل نحو أسبوع في جزيرة قبرص، بعد أن أبلغت وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية في قبرص ضابط الاحتياط أليشع ليفمن الذي كان يقضي إجازة هناك بضرورة مغادرة الأراضي القبرصية فورًا، بسبب مخاوف من اعتقاله على خلفية بلاغ تقدمت به مؤسسة حقوقية، مقرها بلجيكا، للسلطات القبرصية تتهم فيها أليشع بارتكاب جرائم حرب في غزة، وأرفقت مع بلاغها فيديوهات نشرها أليشع نفسه يتفاخر فيها بالدمار الذي ألحقه بغزة.
بيانات عملاء للموساد والشين بيت
ورغم الصعوبات التي يواجهها متعقبو الجنود الإسرائيليين إلا أن لديهم كنزًا تحدثت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، يتمثل في ملفات تتضمن نحو خمسة وثلاثين ألف اسم بكافة بياناتهم، يقول مسرّبوها، إنها تعود إلى جنود وعملاء سريين للموساد الإسرائيلي والشين بيت.
وكان العنوان الذي وضعته الصحيفة للموضوع هو “ملاحقة على مواقع التواصل: الإسرائيليون المتهمون بارتكاب جرائم حرب في خطر متزايد”.
وتقول الصحيفة، إن مجموعة على تيليغرام يديرها هاكرز، نشرت الملفات التي تحتوي بيانات العملاء ويتجاوز عدد صفحاتها الـ400، وتعهدت المجموعة بالمساعدة على تحديد أماكنهم في الدول المختلفة وتقديم الأدلة التي تساعد على إدانتهم أمام قضاء تلك البلدان.
مخاوف في صفوف الجنود الإسرائيليين
“إيال” هو اسم وهمي لجندي احتياط في جيش الاحتلال رفض ذكر اسمه الحقيقي، سأله صحفي إسرائيلي عن شعوره بعد نشر صور زملائه على تويتر وتوثيق انتهاكاتهم داخل غزة، فرد قائلًا إنه لم يعد يشعر بالأمان، وسارع إلى تغيير “خصوصية” صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي، وهو يعتقد أنه ليس أمرًا جيدًا الآن التفكير في السفر إلى أوروبا.
هذا التسريب أثار تفاعل كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال الصحافي التركي دوفان ألب أصلان إنه يجب التعامل مع هذا التسريب بمنتهى الجدية، فهذه الأسماء إن كانت حقيقية يسهُل إدانتها ومحاصرتها داخل إسرائيل، وبذلك ينتقل الخوف من التوقيف في حال الخروج من إسرائيل إلى بقية أفراد الجيش.
أما أحمد فيقول في تدوينة إن “هذه معركة مهمة تدور في صمت، وجيد أن هناك من يعمل عليها ويوليها الاهتمام والتركيز، الحرب ليست على الجبهة فقط، قد حاربونا في كل شيء ويجب علينا أن نحاربهم على كل الجبهات، وأن نضيّق العالم عليهم ما استطعنا، فليس عندنا في هذه المعركة بالتحديد ما نخسره”.
من جهته يرى ماركوس أنه يجب التركيز أيضًا في قضية الجنود الإسرائيليين مزدوجي الجنسية على الجانب المحلي، فكثير منهم يحملون جنسيات أخرى، ويجب الضغط على بلدانهم لمنع تجنيدهم.
يذكر أن الهجوم السيبراني الذي يستهدف المؤسسات الإسرائيلية في تصاعد مستمر منذ بداية الحرب، فبالتزامن مع هذا التسريب الكبير لبيانات الجنود والعملاء، أعلنت “مجموعة حنظلة” المعروفة بنشاطها في عمليات الاختراق السيبراني، تنفيذ عدة هجمات على شبكات تحويل أموال تتبع الموساد الإسرائيلي، وكذلك أنظمة تعليمية تنشط فيها جماعة الحريدييم.