أكد وزير الإعلام السوري الجديد محمد العمر، أنه يعمل من أجل “بناء إعلام حر”، متعهدًا بضمان “حرية التعبير” في بلد عانت فيه وسائل الإعلام لعقود من التقييد في ظل حكم عائلة الأسد الذي امتد إلى 54 عامًا.
وقال العمر في مقابلة مع وكالة فرانس برس: “كان هناك تقييد كبير لحرية الصحافة والتعبير عن رأي ورقابة من قبل النظام”.
“بناء إعلام سوري حر”
وأوضح وزير الإعلام السوري أن وزارته ستعمل “في المرحلة المقبلة على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية”.
وقدّم العمر طمأنة لمجموعة الصحافيين الذين عملوا خلال حكم بشار الأسد الذي دام 24 عامًا وانتهى بهروبه في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
والعمر هو عضو في حكومة تصريف الأعمال التي شكلتها إدارة العمليات العسكرية في دمشق في اليوم التالي لسقوط الأسد.
وزير الإعلام محمد العمر: نعمل على تعزيز حرية الصحافة والتعبير – وزارة الإعلام السورية
وكان العمر وزيرًا للإعلام في حكومة الإنقاذ المعلنة ذاتيًا التي شكلت في 2017 في محافظة إدلب التي سيطرت عليها المعارضة في شمال غرب البلاد لتقديم الخدمات للسكان المحرومين من مؤسسات الدولة.
تقييد الصحافة
وبعد ساعات قليلة من دخول الفصائل إلى دمشق، زيّنت وسائل الإعلام الرسمية السورية التي كانت تمجد رئيس النظام المخلوع، بألوان الثورة وانتقدت “النظام المجرم”، وهي كلمات لم يكن من الممكن تصور النطق بها قبل أقل من شهر.
وتابع العمر: “نعمل على تعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي التي كانت مقيدة بشدة في مناطق النظام المخلوع”.
وعلى مدى عقود، قمع حزب البعث الحاكم وعائلة الأسد كل الحريات في سوريا وكمّوا أفواه الصحافيين وحولوا وسائل الإعلام إلى أدوات لخدمة النظام.
ويقول العمر: “بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية، نحن لا نريد أن نستمر على نفس النهج، (أي) إعلام رسمي معني بتلميع صورة السلطة”.
وتكثّف السلطات الجديدة التصريحات واللفتات لطمأنة الأقليات في البلاد المتعددة الأعراق والأديان، والوفود الغربية والعربية التي تعيد فتح خط دبلوماسي مع دمشق.
وأكّد العمر أيضًا “سنقلل من إجراءات البيروقراطية ونعمل على تيسير عمل الوفود الصحافية الأجنبية”، إذ في ظل السلطة السابقة، كانت تخضع وسائل الإعلام الأجنبية للتدقيق ولم يكن صحافيوها يتمكنون من الحصول على تأشيرات دخول بسهولة.
وأضاف: “وجهنا نداءات مباشرة منذ تحرير مناطق سوريا خصوصًا بدمشق باستمرار العمل الإعلامي للعاملين في مؤسسات النظام”.
ونشرت وزارة الإعلام في 13 من الشهر الماضي بيانًا، أكدت فيه عزمها محاسبة “جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءًا من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه”.
“الخبرة والكفاءة”
وتحدث الوزير الثلاثاء مع عشرات الصحافيين السوريين لمناقشة المرحلة الانتقالية. وقال: “ما نعتمد عليه في الفترة المقبلة هو الخبرة والكفاءة (…) نريد إعلامًا يعبر عن الثقافات السورية المتنوعة وطموحاتها وينقل اهتماماتها ويشكل صلة وصل بين الشعب والإدارة الموجودة”.
ويوميًا يتلقى مسؤولو الإدارة السورية الجديدة اتصالات هاتفية ويلتقون في دمشق بمسؤولين إقليميين ودوليين يسعون لبناء علاقات واستكشاف السياسات الجديدة للبلاد.
وقد أجرى وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي اليوم الأربعاء، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره السوري أسعد الشيبان، أكد فيه دعم بلاده لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها وضرورة استمرار التعاون بين البلدين.
بدوره عبر وزير الخارجية بالإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني عن سعادته، أمس الثلاثاء، باتصال تلقاه من نظيره المصري بدر عبد العاطي أكد فيه الأخير على أن مصر وسوريا “يجمعهما تاريخ واحد”.
وقال الشيباني في بيان عقب الاتصال: “سعدت باتصال معالي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والذي أكد فيه على أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة”.