بدأت عملية تسليم ثلاث أسيرات إسرائيليات إلى فرق الصليب الأحمر الدولي في وسط مدينة غزة من قبل كتائب الشهيد عز الدين القسام، وفقًا للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
ورصدت كاميرا التلفزيون العربي انتشارًا لمقاتلي كتائب القسام وسط مدينة غزة قبل بدء عملية تسليم المحتجزات الإسرائيليات إلى فرق الصليب الأحمر.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي، إسلام بدر، بانتشار واسع لمقاتلي القسام في المنطقة التي تشهد أولى عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وأميركية.
وكان مسؤول مشارك في العملية التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة قد قال لوكالة “رويترز”، إنّ فريقًا من المنظمة في طريقه لاستلام محتجزات إسرائيليات من حركة “حماس”.
وضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ستطلق المقاومة الفلسطينية في القطاع 33 أسيرًا إسرائيليًا، مقابل أكثر من 1700 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
احتفالات أهالي غزة
وهرع آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في أنحاء قطاع غزة مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، بعضهم للاحتفال، والبعض الآخر لزيارة قبور الأقارب، بينما عاد كثيرون لتفقد ما بقي من منازلهم.
وقالت آية، وهي نازحة من مدينة غزة لجأت إلى دير البلح في وسط القطاع منذ أكثر من عام إنها تشعر وكأنها وجدت بعض الماء لتشربه أخيرًا بعد أن تاهت في الصحراء لمدة 15 شهرًا، مضيفة أنها تشعر بعودة الحياة لها مجددًا.
احتفالات في قطاع غزة بوقف إطلاق النار-غيتي
وفي شمال قطاع غزة، حيث وقعت بعض أشد الغارات الجوية والمعارك الإسرائيلية مع مقاتلي فصائل المقاومة، شق مئات الأشخاص طريقهم عبر مشهد مدمر من الركام والمعادن الملتوية.
ومر مقاتلو حماس بسياراتهم عبر مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة، وسط هتافات وهدير الجماهير على الرغم من تأخير دام ما يقرب من ثلاث ساعات في بدء تنفيذ الاتفاق الذي يأتي بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي المدمر.
وانتشر رجال شرطة تابعون لحماس، وهم يرتدون زي الشرطة الأزرق، في بعض المناطق بعد شهور من محاولتهم الابتعاد عن الأنظار لتجنب الغارات الجوية الإسرائيلية.
ابتهاج بمقاتلي القسّام
وردد من تجمعوا ابتهاجًا بالمقاتلين تحياتهم لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقال أحد المقاتلين إن جميع فصائل المقاومة باقية رغمًا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأضاف: “هذا وقف لإطلاق النار، وقف كامل وشامل بإذن الله، ولن تكون هناك عودة للحرب رغمًا عنه (نتنياهو)”.
استقبال شعبي لمقاتلي كتائب القسام في قطاع غزة – غيتي
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد تأخير لما يقرب من ثلاث ساعات، مما أوقف العدوان الإسرائيلي الذي أحدث تغييرًا سياسيًا مزلزلًا في الشرق الأوسط، وأعطى الأمل لنحو 2.3 مليون شخص في غزة نزح أغلبهم عدة مرات.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إن الضربات العسكرية الإسرائيلية قتلت 13 شخصًا على الأقل في هجمات عبر القطاع خلال فترة التأخير، ولم يتم الإبلاغ عن مزيد من الهجمات بعد بدء سريان الاتفاق في الساعة 11:15 صباحًا بالتوقيت المحلي.
في انتظار العودة إلى منازلهم
وأضافت آية: “نحن الآن ننتظر اليوم الذي نعود فيه إلى بيتنا في مدينة غزة. سواء أكان مدمرًا أم لا، الأمر لا يهم، فكابوس الموت والتجويع انتهى”.
وساد الزحام شوارع مدينة غزة المدمرة في شمال القطاع بمرور مجموعات من الناس يلوحون بالعلم الفلسطيني ويصورون المشاهد على هواتفهم المحمولة، وسارت عدة عربات محملة بممتلكات منزلية في طريق مليئة بالأنقاض والحطام.
بدء دخول قوافل المساعدات الإنسانية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار-غيتي
وقال أحمد أبو أيهم (40 عامًا)، النازح مع عائلته من مدينة غزة والمقيم في خانيونس، إن مشهد الدمار في مدينته “مروع”، مضيفًا أنه في حين أن وقف إطلاق النار ربما أنقذ الأرواح، فلا وقت للاحتفالات، وقال أبو أيهم “نتألم ألمًا شديدًا، وحان الوقت لنعانق بعضنا البعض ونبكي”.
ويمكن أن يفضي اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره إلى إنهاء العدوان على غزة، الذي بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ووفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، أدت الحملة الإسرائيلية اللاحقة إلى تحويل معظم أنحاء القطاع إلى أنقاض وأسفرت عن استشهاد ما يقرب من 47 ألف فلسطيني.
طوابير شاحنات المساعدات
واصطفت طوابير طويلة من الشاحنات التي تحمل وقودًا وإمدادات إغاثة عند المعابر الحدودية في الساعات التي سبقت بدء سريان وقف إطلاق النار، وقال برنامج الأغذية العالمي إن الشاحنات بدأت في العبور صباح اليوم.
ويقضي الاتفاق بالسماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة يوميًا خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والتي تمتد لستة أسابيع، بما في ذلك 50 شاحنة تحمل الوقود، وستسلم نصف شاحنات الإغاثة البالغ عددها 600 شاحنة إلى شمال غزة، حيث حذر الخبراء من أن المجاعة وشيكة.
وقالت آية: “انتهت الحرب لكن الحياة لن تكون أفضل بسبب الدمار والخسائر التي تكبدناها، لكن على الأقل لن يكون هناك مزيد من إراقة الدماء للنساء والأطفال، أتمنى ذلك”.
جباليا.. ومشاهد الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي-غيتي
إعادة الحياة المحطّمة
وقالت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إن وقف إطلاق النار الذي بدأ في قطاع غزة اليوم، يوفر فرصة من أجل لم شمل الأسر والبدء بإعادة بناء “الحياة المحطمة”.
ولفتت بوب في منشور على منصة إكس، الأحد، إلى الاحتياجات الإنسانية الهائلة في قطاع غزة، وأضافت أن وقف إطلاق النار في غزة يوفر فرصة لإعادة توحيد الأسر والبدء في إعادة بناء الحياة المحطّمة.
وعن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قالت بوب: “الأمر يتطلب جهودًا عاجلة وموحدة ودعمًا واسع النطاق على جميع المستويات”.