توقّعت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن تتفق دول التكتل، اليوم الإثنين، على بدء تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك بعد أكثر من خمسين يومًا على سقوط نظام بشار الأسد.
وصرّحت كالاس قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “نتوقع أن نقرر اليوم في هذه المسألة، إنها مقاربة تقوم على التحرك خطوة خطوة”. وأكّدت: “نتوقّع قرارًا اليوم بغية إعداد خارطة طريق لتخفيف العقوبات”.
وأضافت أنه في حال اتخذت حكومة دمشق الخطوات الصحيحة، فإن الاتحاد مستعد لاتخاذ الخطوات المناسبة من جانبه، كما أعلنت استعداد الاتحاد الأوروبي لافتتاح بعثته في العاصمة السورية دمشق بكامل طاقمها. ولفتت إلى أن الاتحاد يتابع عن كثب الأوضاع في سوريا.
ويسعى الاتحاد لأوروبي إلى المساعدة في إعمار سوريا، التي عانت من حرب استمرّت حوالى 13 سنة، وإقامة علاقات مع القيادة الجديدة التي طالبت مرارًا برفع العقوبات.
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو من جهته أن التكتل سيتّخذ “اليوم قرارًا بشأن تعليق بعض العقوبات المفروضة على مجال الطاقة والنقل والمؤسسات المالية”. وأشار إلى أنه ينبغي في مقابل تعليق العقوبات ضمان “انتقال سياسي جامع لكلّ السوريات والسوريين”.
وفرضت العقوبات التي تطال قطاعات كاملة في الاقتصاد السوري على حكومة بشار الأسد خلال الحرب الأهلية.
وأعربت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن تحفّظات إزاء رفع العقوبات، مطالبة بضمانات فعلية من السلطات السورية الجديدة، خلال عملية الانتقال السياسي.
المنطقة الحرة مع الأردن
وعلى صعيد أخر، استؤنف اليوم الإثنين، العمل بالمنطقة الحرة السورية الأردنية على الحدود بين البلدين، عقب انقطاع دام سنوات.
ويوم أمس الأحد، شهدت العاصمة عمّان اجتماعًا للجمعية العمومية لشركة المنطقة الحرة السورية الأردنية، تقرر فيه استئناف العمل اعتبارًا من اليوم الإثنين
وفي الاجتماع، جرى التوافق على آلية تسهيل عمل معبريّ “جابر” الأردني و”نصيب” السوري، لتعزيز حركة التبادل التجاري والشحن بين البلدين وجذب الاستثمارات للمنطقة. كما بحث الجانبان إمكانية زيادة ساعات العمل في المعابر الجمركية على مدار 24 ساعة.
وذكر البيان أن الاجتماع تضمن “بحث موضوع تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين بالشكل الذي يرفع حجم التبادل التجاري ومعالجة أي صعوبات تواجه القطاع الخاص في كلا البلدين”.
كما بحث الجانبان “تسهيل حركة النقل وتخفيض الرسوم المفروضة على شاحنات الترانزيت”.
دعم سوريا
وشهدت المنطقة الحرة المشتركة بين الحدين الأردني والسوري خلال عام 2015، عمليات اقتحام من قبل مسلحين سوريين، ما أجبر المستثمرين الأردنيين على مغادرتها.
وبعد ذلك بـ6 سنوات، أعيد افتتاحها مجددًا، لكن العمل فيها كان ضمن الحدود الدنيا؛ إثر تداعيات الأزمة في الجارة الشمالية للمملكة. إلا أنه وبعد الإطاحة بنظام الأسد المخلوع، أكد الأردن دعمه لسوريا، ومساهمته بإعادة بناء مؤسساتها وتعزيز عملها.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية بذلك 61 عامًا من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة مرحلة انتقالية.