دشن نادي القادسية عهداً جديداً من الاستثمار الرياضي في صفقات اللاعبين الأجانب بعد أن نجح في بيع عقد اللاعب الأرجنتيني إيكي فيرنانديز لنادي باير ليفركوزن الألماني بمبلغ يصل إلى 35 مليون يورو ليحقق عائداً مالياً من الصفقة يتجاوز 15 مليون يورو، حيث الفارق المالي من شراء عقده الموسم الماضي من نادي بوكا جونيور الأرجنتيني إلى بيعه في هذا الصيف.

وغاب إيكي عن تمثيل فريقه بداية الموسم الحالي وتحديداً في مواجهة الأهلي بدور نصف نهائي بطولة كأس السوبر التي أقيمت في هونغ نظير طرد اللاعب بالبطاقة الحمراء في نهائي كأس الملك.

النادي الألماني وضع إيكي في أبرز اهتماماته لضمه هذا الصيف وهو ما تحقق له، وذلك نظير معرفته بقدرات اللاعب الفنية وصغر سنه وعوامل أخرى جعلته يدفع هذا الرقم المالي للقادسية للتنازل عنه.

ولم يعهد سابقاً أن أي ناد سعودي نجح في كسب هذا الرقم المالي من بيع لاعب أجنبي في صفوفه لنادٍ آخر من الدوريات الكبرى في القارة الأوروبية، حيث كانت الكثير من الصفقات تتم بالاتفاق على تحمل النادي السعودي جزءاً من رواتبه، إضافة إلى تنازلات مالية كبيرة من أجل التخلص من بعض اللاعبين وتوفير خانة للاعبين آخرين، لكن القادسية كسر هذه القاعدة.

ووقعت إدارة القادسية مع أكثر من (5) لاعبين محترفين صغار في السن من أجل تطوير قدراتهم وتسويق عقودهم أو حتى تطويرهم من خلال الإعارات لأندية أخرى ضمن خطط من أجل صناعة جيل قادم من اللاعبين القادرين على مساعدة الفريق على تحقيق منجزات مهمة في مسيرته.

وبالعودة إلى الوراء قليلاً بشأن القادسية فقد عرف عن هذا النادي أنه مصنع للمواهب المحلية، حيث كان سوقاً مفتوحة في كل فترات التسجيل للأندية من أجل ضم أبرز اللاعبين المحليين منه إلى صفوفهم، حيث تجاوزت الأسماء من اللاعبين الذين انتقلوا من نادي القادسية أكثر من (30) لاعباً على مدى نحو أربعة عقود من الزمن، حيث نالت الأندية الجماهيرية النصيب الأكبر من صفقات ضم مواهب القادسية، مما جعل النادي يعتمد كل عام على هذا النوع من أجل المداخيل المالية، لكن ذلك كلفه الابتعاد طويلاً عن منصات التتويج والمنافسة على البطولات، إلا أن الوضع اختلف مع استحواذ أرامكو، حيث بات القادسية هو من يلبي احتياجاته من اللاعبين، وإن كانت منتمية لأندية كبيرة، كما حصل بشراء عقد اللاعب مصعب الجوير من نادي الهلال بمبلغ يتخطى (50) مليون ريال كأكبر صفقة محلية في تاريخ النادي.

كما أنه أتم واحدة من أكبر الصفقات بضم لاعب أجنبي حينما تعاقد مع الهداف الإيطالي الدولي ماثيو ريتيغي، وهذا ما يؤكد أن القادسية يعمل على مسارين على حد سواء، مسار استثماري بالتوازي مع مسار تحقيق منجزات ترفع من قيمة النادي وسمعته وتصنع له تاريخاً أكبر.

ولا يتوقع أن يتوقف القادسية على كسب مبالغ مالية مجزية من هذه الصفقة، بل إن هناك العديد من الأسماء ومن المواهب ينتظر منها البروز في أندية أوروبية تمت إعارتها لها من جانب تسويقي وتطوير فني بهدف رفع قيمتها السوقية، ثم بيع عقودها أو الاستفادة منها في الفريق الأول مستقبلاً.

ويمثل قرار السماح للأندية السعودية بضم لاعبين تحت 22 عاماً والاستفادة منهم ضمن اللاعبين في بطولة الدوري السعودي أو حتى استثمارهم، فرصة كبيرة للتحول الكبير للكرة السعودية في تصدير المواهب الأجنبية للدوريات حول العالم، وخصوصاً أوروبا، وتحقيق مكاسب مالية من جراء ذلك وتنويع مصادر دخلها المالي، بدلاً من الاعتماد بشكل كبير على القطاعات التي تستحوذ عليها أو حتى وزارة الرياضة التي تقدم الدعم الأكبر للأندية التي لا تزال خارج إطار الاستحواذ من القطاع الخاص.

شاركها.
Exit mobile version