منذ بدء الحرب في السودان قبل نحو عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قتل أكثر من 23 صحفيًا بحسب نقيب الصحفيين عبد المنعم أبو إدريس، وذلك قبل مقتل أربعة صحفيين يعملون في التلفزيون الرسمي، أثناء تغطيتهم استعادة الجيش السيطرة على القصر الرئاسي بوسط العاصمة الخرطوم قبل يومين.
وقالت نقابة الصحفيين السودانيين في بيان: “ببالغ الحزن والأسى ننعى مقتل أربعة من فريق التلفزيون القومي بمسيرة انتحارية، حيث قتل ثلاثة منهم على الفور وهم فاروق الزاهر المخرج ومدير البرامج، ومجدي عبد الرحمن مصور تلفزيوني، وسائق عربة التغطية وجه جعفر، ليلحق بهم إبراهيم مضوي متأثرًا بجراحه التي أصيب بها”.
بكاء مذيع
وتداولت منصات التواصل مقطع فيديو وثق لحظة إعلان مذيع تلفزيون السودان خبر مقتل الزملاء الصحفيين، وعدم تمالك نفسه بعد انهياره باكيًا أثناء قراءته الخبر.
مدير البرامج بالتلفزيون القومي السوداني فاروق الزاهر، كان من بين القتلى الذين لقوا حتفهم في القصر الجمهوري، الأمر الذي أثار حزنًا واسعًا وتفاعلًا في الأوساط الصحفية، لما يتحلى به الزاهر من صفات ومواقف لها أثر كبير عند زملائه ومحبيه.
وكانت نقابة الصحفيين السودانيين أفادت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بأن الحرب الدائرة في البلاد تسببت في مقتل 13 صحفيًا منهم صحفيتان، وتعرض 11 آخرون -منهم ثلاث صحفيات- لاعتداءات جسدية وإصابات، بالإضافة إلى حالة اعتداء جنسي واحدة.
وأضافت النقابة بأن 30 صحفيًا، منهم عشر صحفيات، تعرضوا لإطلاق نار وقصف، كما وثقت 60 حالة اختطاف واحتجاز قسري، بينها تسع صحفيات.
كما سجلت 58 حالة تهديد شخصي منها 26 ضد صحفيات، إضافة إلى 27 حالة اعتداء جسدي ونهب ممتلكات بينها ثلاث ضد صحفيات.
“مستودع خبرة إعلامية”
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا، حيث كتب الصحفي محمد شمس الدين قائلًا: “أعزي أهالي شهداء معركة القصر الجمهوري في استشهاد أستاذنا فاروق الزاهر ورفاقه الكرام والمقدم حسن إبراهيم ورفاقه الميامين، فرحتنا الكبيرة بنتيجة معركة القصر كصحفيين منقوصة برحيل هؤلاء الشهداء الأبرار”.
بدوره، قال أمير كمال: “رحم الله الأخ الجميل والصديق قرابة سبعة وعشرين عامًا، الأستاذ والمخرج فاروق أحمد الزاهر مدير البرامج في تلفزيون السودان، استشهد اليوم حيث كان أول فريق يصل القصر الجمهوري لتغطية التحرير، ولكن يد الغدر نالت منه بمسيرة استهدفته هو وبقية فريق العمل. كنت الرجل الذي لم أر منه سوى كل حسن الخلق والسيرة العطرة”.
من جانبه، قال الأكاديمي محمد بابكر: “ومضى فاروق شهيدًا لم يكن فاروق الزاهر مجرد طالب دراسات عليا، في مجال الإعلام، بل كان مستودع خبرة إعلامية لا يمكن تجاهله.. كان بحضوره وشخصيته وإنسانيته الغامرة أستاذًا كبيرًا. وفي التلفزيون، كان فكرة وولاء، حمل الإعلام رسالة في قلبه وعقله وروحه”.
أما محمد عبد الشافي فقال: “مدير البرامج بالتلفزيون القومي الأستاذ فاروق الزاهر، لم يكن مجرد إنسان، بل كان رمزًا للفداء والتضحية، لقد قدم روحه فداء للدين والوطن مخلدا اسمه في سجل الخالدين الذين وهبوا حياتهم دفاعا عن الحق والكرامة”.