تتواصل عمليات إظهار أفعال النظام السوري السابق وطرق تعامله مع المواطنين السوريين على مدار 15 عامًا من حكم بشار الأسد، الذي فر من البلاد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكشفت وثائق المخابرات العامة في محافظة السويداء (جنوب)، كيف كانت أجهزة النظام المخلوع تتبع أفراد الشعب وتلاحق اللاجئين في العديد من الدول مثل تركيا والأردن وقطر.
ويخضع مبنى المخابرات في السويداء بعد الإطاحة بنظام الأسد لحراسة من السكان المحليين للحيلولة دون وقوع أعمال نهب أو سرقة أو غيرها من الحوادث.
وثيقة ضمن الوثائق التي عثر عليها في مقر مخابرات الأسد في السويداء – غيتي
“سري للغاية”
ويحوي المبنى على عدد كبير من الوثائق السرية، بعضها يحمل ختم “سري للغاية”، تظهر كيف كانت مخابرات النظام تلاحق سوريين يعيشون في العديد من الدول مثل تركيا والأردن وقطر.
كما تكشف الوثائق عن معلومات استخباراتية مثل العلاقات الشخصية لأبناء المنطقة، والأعمال العدائية، والاتفاقيات التجارية، والصراعات، والأبحاث حول شركات أجنبية.
المخابرات تعقبت كل نشاط السوريين على مدار أعوام حكم الأسد – غيتي
ووثقت عدسة وكالة “الأناضول” التركية وجود العديد من صناديق الأسلحة والذخيرة روسية الصنع في الطوابق السفلية من المبنى.
ويظهر الاعتناء بالهندسة المعمارية الداخلية لمكتب الضابط المسؤول عن مركز المخابرات لتبدو أكثر فخامة من الغرف الأخرى في المبنى.
كما يمكن مشاهدة انتشار كتب وروايات روسية بين الأوراق والوثائق والكتيبات في كل مكان داخل المبنى.
وذكر عدد من السوريين من أبناء المنطقة أن المكاتب الموجودة في المركز وبعض الوثائق المهمة في الأرشيف قد أضرمت فيها النيران من قبل جنود النظام قبل المغادرة.
وتستضيف مدينة السويداء بعض القواعد العسكرية التابعة للنظام نظرًا لموقعها الجبلي جنوبي سوريا وقربها من إسرائيل.
وبعد انهيار نظام البعث في 8 ديسمبر الماضي، شنت إسرائيل غارات جوية عنيفة على قواعد عسكرية في المنطقة.
“تحرير آلاف المعتقلين”
وكانت الوكالة التركية لإدارة الكوارث “آفاد” أرسلت مسعفين لإجراء عمليات بحث بهدف إيجاد أشخاص يرجّح أن يكونوا محبوسين في أقبية وزنزانات تحت الأرض في سجن صيدنايا بسوريا.
وتم تحرير آلاف المعتقلين، بينهم من يقبع منذ الثمانينيات في هذا السجن الواقع في شمال دمشق الذي اعتبرته منظمة العفو الدولية بمثابة “مسلخ بشري”، على أيدي فصائل المعارضة السورية التي أطاحت بحكم بشار الأسد.
وشاهد العالم أجمع صورًا لسجناء يخرجون من سجن صيدنايا بأجسادهم الهزيلة ونظراتهم الضائعة، البعض منه خرج محمولًا من زملائه لشدّة ضعفه.
وفي 8 ديسمبر المنصرم بسطت الفصائل السورية سيطرتها على العاصمة دمشق، لينتهي بذلك 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائدة الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير رئيس الحكومة، التي كانت تدير إدلب (شمال غرب) منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.