يعاني القطاع الصحي السوري بسبب بنيته المتهالكة على مستوى المرافق الطبية والمعدات، فضلًا عن القدرة الاستيعابية في المستشفيات الحكومية التي تبلغ ذروتها يوميًا.
ويشهد مستشفى المواساة، وهو من أكبر المؤسسات الصحية في دمشق، ازدحامًا كبيرًا وبشكل يومي جراء الأوضاع المزرية للقطاع الصحي في البلاد.
ولا يجد كثير من مراجعي المستشفى غرفًا لتلقي العلاج، وهذه حالة معتز عاشور الذي لم يجد غرفة لوالدته التي أجرت عملية جراحية في القلب، وتحتاج إلى مراقبة وعناية بإشراف طبي، لا تجدهما في مستشفى المواساة.
وإضافة إلى ذلك يعاني المستشفى من قدم المعدات والأجهزة الطبية التي انتهى العمر التشغيلي لمعظمها.
وتمنع العقوبات التي فُرضت على النظام السابق استيراد أجهزة طبية جديدة.
قطاع صحي متهالك في سوريا
وتسعى حكومة تصريف الأعمال التي شُكلت بعد سقوط نظام بشار الأسد إلى تحسين الخدمة الصحية في البلاد، التي هاجر منها في الحقبة السابقة الآلاف من الكوادر الطبية إلى الخارج بحثًا عن دخل أفضل، حيث كان دخل الطبيب لا يتجاوز الثلاثين دولارًا في الشهر.
وكان وفد قطري قد وصل العاصمة السورية دمشق للوقوف على احتياجات القطاع الصحي السوري.
وقالت وزارة الصحة السورية عبر حسابها على “تلغرام”، إن القائم بأعمال الوزارة ماهر الشرع استقبل وفدًا من الهلال الأحمر القطري وسفير الدوحة لدى بلاده.
وأضافت الوزارة: “تم خلال اللقاء الحديث عن الواقع الصحي، وأهم الاحتياجات اللازمة لدعم القطاع الصحي في سوريا”.
15 مليون سوري بحاجة للرعاية
وقالت متحدثة منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس قبل أيام، إن هناك حاليًا أكثر من 15 مليون شخص بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية في سوريا.
وفي حديث لوكالة الأناضول التركية، ذكرت هاريس أن المنظمة دعمت السوريين منذ بداية الحرب عام 2011، وما زالت تواصل تقديم المساعدات الإنسانية.
وأضافت: “هناك أكثر من 15 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية، ومن بينهم ملايين السوريين النازحين داخليًا”. وأردفت: “تعرضت معظم المرافق الصحية لأضرار، وتجاوزت قدرتها على استقبال المرضى، أو ببساطة تعاني من نقص التمويل”.
وذكرت أن المنظمة العالمية وسعت قدرة المستشفيات العاملة بسبب العدد الكبير من المصابين الذين يحتاجون إلى الرعاية، وتابعت: “نحاول توفير الرعاية الصحية في الأماكن التي يرتفع فيها عدد النازحين، ونرسل فرقًا طبية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها”.
ولفتت إلى وجود فجوة كبيرة في التمويل، والحاجة إلى شراء كميات كبيرة من المعدات والمواد الطبية، وذكّرت بأن نظام الرعاية الصحية بسوريا تدهور منذ مدة طويلة، وأن العديد من مرافق الرعاية الصحية تعمل دون المستوى.
وأشارت متحدثة المنظمة إلى عدم وجود حلول سريعة في سوريا، مردفة بأن العديد من السوريين سيعودون إلى بلادهم بخبرات. وشددت على أن عودة النظام الصحي إلى حالته السابقة تعتمد على حسن النية والتصميم.