التقى مبعوث أميركي في العاصمة دمشق بقائد الإدارة الجديدة في البلاد، أحمد الشرع، وفقًا لما أفاد به موقع “أكسيوس” أمس الأربعاء.
ونقل الموقع عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن المحادثات مع الإدارة السورية الجديدة كانت “بناءة”، وتناولت عدة قضايا محلية ودولية.
وأشار المتحدث إلى أن الولايات المتحدة ترغب في رؤية سوريا موحدة تحترم حقوق الإنسان، مضيفًا أن أولويات واشنطن تركز على مكافحة الإرهاب وضمان ألا تشكل سوريا تهديدًا لجيرانها، بحسب ما ورد في “أكسيوس”.
تحذيرات أممية
وفي الإطار نفسه، حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، يوم أمس، من “أخطاء” يمكن أن تعرقل عملية الانتقال السياسي في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، منّبهًا أيضًا من مخاطر الهجمات الإسرائيلية على سلامة أراضي البلاد.
وقال بيدرسن في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، بعد شهر على سقوط حكم الأسد: إن “القرارات المتخذة اليوم ستحدد المستقبل على المدى الطويل”. وأضاف: “هناك فرص ومخاطر حقيقية”، داعيًا سوريا والمجتمع الدولي إلى “النجاح في المرحلة المقبلة”.
وكان القائد العام للإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع، قد تعهد بحل الفصائل المسلحة وبينها هيئة تحرير الشام التي يقودها، وتوحيدها تحت مظلة وزارة الدفاع.
كما أعلن نيته عقد مؤتمر للحوار الوطني، مشيرًا إلى أن إجراء انتخابات قد يتطلب أربعة أعوام، فيما تعتزم الإدارة الجديدة تشكيل لجنة تمثل مختلف مكونات المجتمع للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني.
ورحب بيدرسن بالإعلان عن هذه اللجنة الموسعة، لافتًا إلى أهمية عدم “إفساد” العملية. وأكد وجود “فرص كبيرة لبناء أسس جديدة لسلام دائم واستقرار في سوريا”، لكنه حذر من أن “أخطاء أو فرص ضائعة يمكن أن تهدد مستقبل سوريا وتزرع بذور عدم الاستقرار”.
وشدّد بيدرسن على أن “الانتقال السياسي الشامل هو الطريقة الأكثر فعالية لبناء الثقة”، داعيًا السلطات إلى “مد يدها” لكل مكونات المجتمع.
وقال المبعوث الأممي إن “مناطق كبيرة ليست تحت سيطرة السلطات الانتقالية، والنزاع مستمر، وهناك أيضًا تهديدات حقيقية لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها”.
التوغل الإسرائيلي
وأعرب خصوصًا عن “قلقه العميق” إزاء انتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان على أطراف الجزء من الهضبة الذي احتلته إسرائيل عام 1967 قبل أن تعلن ضمه عام 1981 في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة خلال ولاية دونالد ترمب.
وقال بيدرسن: إن “الهجمات ضد سيادة سوريا وسلامة أراضيها يجب أن تتوقف”، معربًا عن قلقه بشأن معلومات متعلقة باستخدام القوات الإسرائيلية لذخائر ضد مدنيين وتدمير بنى تحتية.
وأضاف أن “مثل هذه الانتهاكات، وكذلك الضربات الجوية الإسرائيلية على أجزاء أخرى من سوريا، كما حدث في حلب الأسبوع الماضي بحسب التقارير، يمكن أن تعرّض فرص الانتقال السياسي السلمي للخطر”.
من جانبه، أكد مسؤول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر أن حجم الأزمة الإنسانية في سوريا حيث يواجه حوالي 13 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد “ما زال كبيرًا”.
وأشار إلى أنه مع حلول فصل الشتاء “ما زال أكثر من 620 ألف شخص في حالة نزوح” من بين أكثر من مليون فروا خلال هجوم ديسمبر/ كانون الأول. ويضاف هذا الرقم إلى سبعة ملايين شخص سبق لهم أن نزحوا جراء النزاع في البلاد.