صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من استخدامه للإغلاق الحكومي بوصفه أداة ضغط سياسي على الديمقراطيين، معلناً أنه سيجتمع، الخميس، مع مدير مكتب الإدارة والميزانية، راسل فوت، لتحديد الوكالات الحكومية التي يمكن تقليصها أو إلغاؤها، في خطوة وصفها بأنها «فرصة غير مسبوقة قدّمها الديمقراطيون».
وفي منشور على منصة «تروث سوشيال»، قال ترمب: «لا أصدق أن اليسار الراديكالي أعطاني هذه الفرصة التاريخية»، في إشارة إلى استمرار الشلل الفيدرالي الذي بدأ هذا الأسبوع بعد فشل الكونغرس في التوصل إلى اتفاق حول الموازنة. ويعد هذا الإغلاق الخامس عشر منذ عام 1981، وقد أدى بالفعل إلى تعليق الأبحاث العلمية والإشراف المالي وجهود تنظيف البيئة، فضلاً عن تعطيل أنشطة حكومية واسعة.
وفي موازاة هذه التصريحات، أعلنت إدارة ترمب عن إلغاء مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي المخصص لمشاريع النقل والطاقة في ولايات ديمقراطية بارزة. فقد خسر مشروع توسيع مترو نيويورك وبناء نفق جديد تحت نهر هدسون (المقدر بنحو 18 مليار دولار) التمويل الفيدرالي، بعدما كانت الولاية تعوّل عليه لتخفيف الازدحام المروري وتحسين تنقل ملايين الركاب يومياً.
كما ألغت وزارة النقل تمويلاً بقيمة 1.2 مليار دولار لمشروع شبكة للهيدروجين الأخضر في كاليفورنيا. وربط وزير النقل شون دافي القرار مباشرة بالإغلاق، مهاجماً زعيمَي الديمقراطيين في الكونغرس: تشاك شومر وحكيم جيفريز، قائلاً إن «غياب الموازنة أجبر الوزارة على الاستغناء عن الموظفين» المكلّفين بمتابعة هذه المشاريع، معتبراً أن الديمقراطيين «أخذوا الحكومة رهينة» من أجل ما وصفه بـ«مزايا للمهاجرين غير الشرعيين».
أما حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، فانتقد ما سمَّاه «مزايدات ترمب»، مؤكداً أن مشروع الهيدروجين سيُنفذ «رغم ما تحاول واشنطن فرضه»، مضيفاً أن «السياسة المتعلقة بالطاقة في أميركا لا يمكن أن تُبنى على نزوات انتخابية». ويأتي تصعيد ترمب الأخير في وقت يستعد فيه لإلقاء كلمة أمام أنصاره الأسبوع المقبل، وسط توقعات بأن يستخدم ملف الإغلاق الحكومي منصة انتخابية لتعزيز خطابه ضد «الديمقراطيين الراديكاليين» وربطهم بتعطيل الخدمات الفيدرالية.