وسط موجة برد شديدة، تعاني مناطق بكاملها في تونس من نقص في التزود بقوارير الغاز المنزلي المستخدمة للطهو والتدفئة، وتصطف طوابير طويلة أمام المستودعات.
وأوضح منير الرياحي، بائع الجملة الذي لم يتسلم دفعات من القوارير منذ السبت أنه “عادة، بين ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، يبيع ما بين 3500 و4000 قاروة يوميًا. ومؤخرًا، تم تزويدنا بـ 1200 قارورة فقط لمدة أسبوع وبضعة أيام، قبل أن يتم خفض الحصة إلى 800 قارورة”.
وأكد الرياحي لوكالة “فرانس برس” أن موجة البرد التي ضربت منطقته الريفية باجة في شمال غرب البلاد “أدت إلى زيادة في الاستهلاك”، معربًا عن أسفه “للنقص الحاد الذي يجبر بعض الناس على الطهو على الحطب”.
وقال علاء الهمامي، وهو موزع آخر، على بعد حوالى 50 كلم من باجة إن “الوضع أصبح مقلقًا للغاية. الناس يتصلون باستمرار لطلب الغاز، لكنه غير متوافر”.
وأضاف: “منذ اللحظة التي أستيقظ فيها حتى أذهب إلى السرير، لا يتوقف هاتفي عن الرنين”.
وشوهدت طوابير في مدينة جندوبة، وهي بلدة أخرى في الشمال الغربي متاخمة لباجة، وفي القيروان وسط البلاد وفي مناطق أخرى لا يصلها الربط بشبكة الغاز الأرضي.
تأخر بواخر الغاز
من جهته، أوضح نائب رئيس “غرفة مزودي قوارير الغاز المنزلي” (نقابة) إبراهيم زيوزيو أن “الطلب المتزايد على قوارير الغاز سببه تأخر باخرة كان من المقرر أن تصل قبل بضعة أيام إلى ميناء رادس (ضواحي تونس العاصمة) لإفراغ حمولتها”.
وبحسب نائب رئيس الغرفة الوطنية لموزعي قواري الغاز المنزلي، فإنه يجب أن تبلغ كمية الإنتاج في الأوقات العادية إلى “ما بين 180 ألف و200 ألف قارورة غاز يوميًا لتلبية كافة متطلبات السوق”. لكن، “شرط ألا يتوقف أي مصنع تعبئة في البلاد ويجب أن يتم ذلك خلال أسبوع، وعندها سنتمكن من العودة إلى وتيرتنا الطبيعية”.
وحال سوء الأحوال الجوية دون وصول ثلاث سفن شحن محملة بالغاز إلى تونس العاصمة خلال هذه الأيام، بحسب شركة توزيع النفط المملوكة للدولة “عجيل”.
وتصل شبكة الربط الأرضي للغاز لحوالي 38% فقط من المناطق في تونس بينما تواجه المناطق المعزولة فقدانًا لهذه المادة كل شتاء.
وقد واجهت تونس الدولة المثقلة بالديون، خلال عامي 2023 و2024، نقصًا في المواد الغذائية الأساسية المدعومة مثل الحليب والسكر والسميد والدقيق لضعف السيولة.