أعلنت الحكومة السودانية سحب سفيرها لدى كينيا، احتجاجاً على استضافة اجتماع «قوات الدعم السريع» وبعض القوي السياسية، وتوقيع ميثاق تأسيسي يستهدف تشكيل حكومة موازية، وتوعدت باتخاذ إجراءات اقتصادية، من بينها وقف استيراد الشاي الكيني.
وشهدت نيروبي ليل السبت – الأحد، توقيع «تحالف السودان التأسيسي» بين «الدعم السريع» وقوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة أبرزها «حزب الأمة القومي» برئاسة فضل الله برمة ناصر، و«الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال» بقيادة عبد العزيز الحلو، بهدف تشكيل «حكومة سلام» موازية للحكومة الموالية للجيش في بورتسودان.
وقال وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، في مؤتمر صحفي، الاثنين، إن حكومته ستقدم مذكرة للاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية الأخرى، وإنه يتوقع «أن تتخذ هذه الجهات إجراءات ضد نيروبي لتدخلها في الشأن الداخلي السوداني».
واتهم الدبلوماسي السوداني الرئيس الكيني وليام روتو، بدعم «الميليشيات» ضد الجيش الحكومي، منذ اندلاع الحرب، حفاظاً على «شراكات اقتصادية» بينه وبين قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو حميدتي، «مثل تهريب الذهب عبر كينيا وتصديره للدول الراعية للميليشيات».
ويعد السودان الدولة العاشرة عالمياً في استيراد الشاي من كينيا، وثاني دولة أفريقية استيراداً له.
ووصف المسؤول السوداني «الميثاق السياسي» الذي تم توقيعه في نيروبي السبت، بأنه «لا يساوي الحبر الذي كُتب به، ووُلد ميتاً».
وأبدى الأمين تفاؤله بتولي وزير الخارجية الجيبوتي السابق، رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، وتوقع أن يسهم وجوده في رفع تجميد عضوية السودان في المنظمة القارية، وأضاف: «أرسلنا إليه رسالة بأملنا في إصلاح الاتحاد الأفريقي، ونتوقع منه خطوة إيجابية».
واستبعد أن يؤدي تشكيل الحكومة الموازية إلى تقسيم السودان وتكرار سيناريو انفصال جنوب السودان، وقال: «الخطوة وجدت إدانة من جهات كثيرة»، وتساءل: «أين ستقام الدولة الحديدة، وهؤلاء ليست لهم حاضنة حتى في المناطق التي يسيطرون عليها».
من جانبه، توعد وزير الإعلام، بعدم إتاحة أي فرصة لتدخل أي دولة في شؤون السودان، وقال: «لا نرى أي خطورة في خطوة تكوين الحكومة الموازية».
وزار وزير الخارجية السوداني علي يوسف، نيروبي الشهر الماضي، والتقى الرئيس وليام روتو، لإزالة التوتر في علاقات البلدين، لكن العلاقات عادت للتوتر الشديد عقب استضافة نيروبي لاجتماعات توقيع وثيقة «تحالف السودان التأسيسي».