10 نصائح لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة مع التقنيات الحالية

تتضمن عروض تسويق التكنولوجيا الحديثة كثيراً من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ولكن التساؤل يظل يدور: لمَ كل هذا التركيز على الجديد دون النظر إلى حزم أدواتنا التقنية الحالية؟ كما كتب برنارد كولمان*.

لا تتسرع… بل ادمج الجديد مع التكنولوجيا المتوفرة

يكشف التسرع في تسويق الذكاء الاصطناعي عن افتقار معظم الشركات لخطط دمج الأدوات الجديدة مع تقنياتها الحالية. بصفتي متخصصاً في إدارة الموارد البشرية، لدي نداءٌ واضحٌ للعمل: «كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي؟ ما ابتكارات الذكاء الاصطناعي التي طبقتها؟».

ويبدو أن نفاد الصبر من الإجابة عن هذا السؤال يُركز على الحلول -وتحديداً اقتناء الأدوات الجديدة التي قد تكون باهظة الثمن أحياناً- بدلاً من دمج هذه المنتجات مع تجهيزات تكنولوجيا المعلومات الحالية، والتقدم نحو الأتمتة من خلال حزمة التقنيات الحالية.

ولذا أنصح بمقاومة الرغبة في الاستثمار في التقنيات الجديدة قبل دراسة ما لديك حالياً. وفي نهاية المطاف، لكل مؤسسة مبلغ محدود من المال لتخصيصه لهذه الابتكارات التقنية.

وبصفتي متخصصاً في إدارة الموارد البشرية، عليَّ أن أستكشف بنشاط ما لدي، مقارنة بما يمكنني الحصول عليه، وكيف يتكامل كل ذلك معاً. لذا، بدلاً من التركيز حصرياً على المنتج الجديد اللامع، وبناء «وحش فرانكشتاين»، عليَّ الإشراف على تنسيق تقني يعمل كسيمفونية من الأنظمة المنسقة.

كيف تستخدم التقنيات الحالية لشركتك؟

أولاً، انظر إلى ما لديك. ما الجيد فيه؟ ما السيئ فيه؟ أين تتمنى أن يكون؟ لا يجب عليك شراء أي شيء جديد إذا كنت لا تعرف مخزونك وقدراته.

ثم انظر إلى السوق. ما الموجود؟ ما الذي يقول البائعون إنهم قادرون عليه؟ هل هو مُثبَت؟ هل منتجاتهم تُحقق بالفعل ما يقولون إنها قادرة عليه؟ سيقول كثير من مندوبي المبيعات إنها قادرة على فعل كذا، وكذا، وكذا، ولكن هل يمكنهم بالفعل إثبات ذلك؟

الأهم من ذلك، حدد ملامح مشكلتك. ابدأ من هناك؛ لأن التسرع في تطبيق الذكاء الاصطناعي الجديد دون مراعاة ما لديك (من أشخاص وأدوات) ووجهتك، هو مهمة عقيمة. وعليك التأكد من أن التكنولوجيا تعمل بفاعلية، وتعالج المشكلة التي كنت تنوي حلَّها قبل إجراء تغييرات على الموظفين. وإلا، فإنك تُخاطر بتدهور خدماتك أو منتجاتك أو الاضطرار إلى إعادة توظيف أشخاص بسبب سوء التخطيط.

عقلية التحرك بسرعة قصيرة النظر

إن عقلية «التحرك بسرعة وكسر الأشياء» عفَّى عليها الزمن وقصر النظر. يجب أن يكون العناية الواجبة هي المعيار دائماً، وليس السرعة لمجرد السرعة.

نصائح إدماج الذكاء الاصطناعي

إليك 10 نصائح لدمج الذكاء الاصطناعي بنجاح في بيئة عملك:

1- إجراء تدقيق تقني

قبل إضافة أي أدوات ذكاء اصطناعي جديدة، راجع ما لديك بالفعل. قم بجرد شامل لأنظمتك الحالية: ما وظيفة كل أداة، وكيفية استخدامها، وأين توجد فجوات أو تداخلات. تخيل الأمر كما لو كنت تفحص مخزناً. قد تكون لديك بالفعل المكونات التي تحتاجها، ولكنها مخزنة على رف مختلف.

لا تتوقف عند الأداء الوظيفي فحسب؛ بل راجع عقودك وشروطك. قد تتضمن بعض المنصات فعلاً ميزات ذكاء اصطناعي تدفع أجوراً مقابلها، ولكنك لا تستخدمها. وقد تكون لدى منصات أخرى قيود أو تكاليف خفية عند التكامل مع الذكاء الاصطناعي. إن فهم محتويات اتفاقياتك يوفر عليك الوقت والمال والجهد في المستقبل.

2- ارسم خريطة لتدفق بياناتك

يُعد فهم كيفية انتقال المعلومات عبر مؤسستك أمراً بالغ الأهمية لنجاح تكامل الذكاء الاصطناعي. حدد مصدر البيانات، وكيفية معالجتها، ومكان وصولها في النهاية. إذا كنت لا تعرف تدفق بياناتك، فكيف يمكنك ربطها جميعاً؟! سيساعدك رسم الخريطة على تحديد أفضل نقاط التدخل لتحسين الذكاء الاصطناعي.

3- وجود خيارات الاتصالات وعمليات المزامنة والأتمتة:

قبل شراء برنامج جديد، توقف قليلاً. فكثير من الأدوات التي تستخدمها فعلاً إما مُدمجة بالذكاء الاصطناعي، وإما يُمكنها الاتصال بخدمات الذكاء الاصطناعي من خلال واجهات برمجة التطبيقات.

قد تكون لديك إمكانات غير مُستغلة لمجرد أنك لم تستكشف خيارات التكامل أو الأتمتة المُتاحة. ابدأ من هنا. قد تُفاجأ بمدى ما يُمكنك إنجازه بما لديك فعلاً.

4- جرِّب سير العمل الحالي

بدلاً من إنشاء عمليات جديدة كلياً حول أدوات الذكاء الاصطناعي، حدِّد سير العمل الحالي الذي يُمكن أن يستفيد من الأتمتة أو التحسين. اختبِر وكرِّر حلول الذكاء الاصطناعي ضمن هذه العمليات القائمة، لتقليل التعطيل وزيادة التبني إلى أقصى حد. بعد ذلك، يُمكنك المضي قدماً بثقة مع موثوقية التكنولوجيا وملاءمتها لمؤسستك.

5- ركِّز على قابلية التشغيل البيني

عند تقييم أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، أعطِ الأولوية للحلول التي يُمكنها مُواءمة أنظمتك الحالية. يجب أن يشعر المستخدمون بأن أفضل تكاملات الذكاء الاصطناعي سلسة؛ لأنها تُحسِّن ما يقومون به فعلاً، بدلاً من أن تتطلب منهم تعلم عمليات جديدة كلياً.

مقاييس النجاح والتخطيط للتغيير

6- تحديد مقاييس النجاح مبكراً

مع الاندفاع نحو الذكاء الاصطناعي، فإنك تحتاج إلى إثبات عمله على النحو المنشود. حدد نتائج واضحة وقابلة لقياس جهودك في تكامل الذكاء الاصطناعي. سواءً كان ذلك توفيراً للوقت، أو تحسيناً للدقة، أو خفضاً للتكاليف، فإن وجود مقاييس ملموسة يساعدك على تقييم ما إذا كان التكامل يُضيف قيمة حقيقية إلى نظامك البيئي الحالي، وإلا فقد تشتري أداة أخرى لا تحصل على القيمة الكاملة منها.

7- التخطيط لإدارة التغيير

التكامل ليس تقنياً فحسب؛ بل هو ثقافي إلى حد بعيد، فكثيرون يشعرون بالتشاؤم تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي؛ لذا تتطلب إدارة التغيير إعداد فريقك لكيفية تغيير الذكاء الاصطناعي عملهم اليومي، وتوفير تدريب أساسي كافٍ، وإنشاء حلقات تغذية راجعة لتحسين التكامل باستمرار، بناءً على تجربة المستخدم.

8- التدرُّج في التنفيذ

يُفضِّل بعض الأشخاص نهج الإزالة والاستبدال. لا أستطيع القول إنه ليس سريعاً، ولكن العواقب قد تكون بطيئة ومعقدة. قاوم الرغبة في تنفيذ كل شيء دفعة واحدة. نفِّذ عمليات تكامل الذكاء الاصطناعي على مراحل، مع إتاحة الوقت الكافي لتحسين كل مكون قبل إضافة المكون التالي. هذا النهج يقلل من المخاطر، ويسمح بتصحيح المسار على طول الطريق.

9- راقب الأداء باستمرار

بمجرد إتمام التكامل، راقب بانتظام مدى جودة عمل أدوات الذكاء الاصطناعي لديك ضمن نظامك البيئي الحالي. هل تُقدِّم ما وعدت به؟ هل هناك تفاعلات غير متوقعة مع أنظمة أخرى؟ تضمن المراقبة المستمرة بقاء «التناغم».

10- حافظ على الإشراف البشري

مع أن الذكاء الاصطناعي قادر على أتمتة كثير من العمليات، فإنه ليس حلاً سحرياً. ستحتاج إلى الحفاظ على الإشراف البشري وسلطة اتخاذ القرار؛ خصوصاً في الوظائف الحيوية. فالذكاء الاصطناعي أداة، ويجب تمكين القوى العاملة الحالية لديك من الاستفادة من هذه الأدوات، في خدمة قدرة تنظيمية أكبر.

تذكر دوماً: لا تنشغل بالحلول اللامعة والمثالية؛ إذ لا وجود لها. والهدف هو إنشاء نظام متكامل وفعال يُلبي احتياجات مؤسستكم الخاصة، ويُعزز قدراتكم الحالية.

* مجلة «إنك»، خدمات «تريبيون ميديا».

شاركها.
Exit mobile version