بدأ أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، زيارة رسمية إلى سوريا، عقب يوم من إعلان أحمد الشرع رئيسًا جديدًا للبلاد، في زيارة تُعد الأولى لقائد عربي أو دولي إلى العاصمة دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ووصل أمير دولة قطر إلى مطار العاصمة دمشق، حيث كان في استقباله الرئيس السوري أحمد الشرع وعدد من المسؤولين السوريين.
أمير دولة قطر يصل دمشق
وهذه أول زيارة لأمير دولة قطر إلى سوريا منذ أكثر من 14 عامًا، ويعد أول قائد دولة عربية أو أجنبية يزور سوريا بعد 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما بسطت فصائل المعارضة سورية سيطرتها على دمشق وقبلها على مدن أخرى، ما أنهى 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من سيطرة أسرة الأسد، بينها 24 عامًا حكمها بشار.
وتأتي زيارة أمير دولة قطر بعد ساعات من تسليم أحمد الشرع رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية.
وأفاد الديوان الأميري القطري في بيان، بوصول الأمير تميم اليوم إلى دمشق “في زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة”.
أمير دولة قطر يصل إلى العاصمة السورية دمشق – الديوان الأميري القطري
وأضاف البيان أنه كان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله مطار دمشق الدولي الرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الحكومة محمد البشير، ووزيرا الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة وعدد من المسؤولين وأعضاء السفارة القطرية في دمشق.
ونشر الديوان الأميري القطري على منصة “إكس” صور توقف لحظات استقبال أحمد الشرع لأمير دولة قطر عقب وصوله إلى مطار دمشق الدولي، قبل التوجه إلى قصر الشعب.
وفي 16 يناير/ كانون الثاني الجاري كشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال زيارته لدمشق، عن تلقي أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد دعوة لزيارة سوريا، مشيرًا إلى أنها ستكون “في المستقبل القريب”.
“تعاون إستراتيجي”
وفي هذا السياق، قال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، إنّ زيارة أمير دولة قطر إلى سوريا تأتي في إطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وأكد الوزير القطري في مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن دولة قطر “تقف قلبًا وقالبًا مع عدالة القضية السورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري”.
وأفاد بأن قطر ستستمر في دعم الأشقاء السوريين في كافة المجالات.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري على أن دولة قطر تعد “حليفًا ثابتًا”، مضيفًا: “التزامها مع سوريا لن ننساه”.
وقال الوزير السوري: “ناقشنا مع قطر تمهيد الطريق للتعافي الاقتصادي في سوريا وإعادة إعمار البلاد”.
ترحيب قطري بالخطوات السورية الجديدة
ومساء الأربعاء، أعلنت دولة قطر ترحيبها بالخطوات الانتقالية الهادفة إلى تعزيز التوافق الوطني في سوريا “بما يمهّد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار”.
جاء ذلك في بيان للخارجية القطرية عقب إعلان إدارة العمليات العسكرية بسوريا في وقت سابق الأربعاء، تولية أحمد الشرع رئيسًا للبلاد للمرحلة الانتقالية، وإلغاء العمل بدستور 2012، وحل البرلمان والجيش والأجهزة الأمنية.
وذكر البيان أن قطر “ترحّب بالخطوات الانتقالية الهادفة إلى تعزيز التوافق الوطني في سوريا”.
وأوضح أن “قطر ترحّب بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية الشقيقة وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهّد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار”.
وشدد البيان على أن “المرحلة المفصلية الحالية في سوريا تتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبّر عن كافة المكونات دون إقصاء، حفاظاً على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، وبما يمهّد لانتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة”.
وجددت قطر دعمها “الكامل لسوريا في كل المجالات، ومساهمتها الفعّالة في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتنمية والازدهار والعيش الكريم”، وفق ذات المصدر.
وفي “بيان انتصار الثورة”، الذي تلاه الأربعاء، متحدث إدارة العمليات العسكرية العقيد حسن عبد الغني، أعلنت الإدارة كذلك حل جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، ودمجها في مؤسسات الدولة، وفق وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.
كما تقرر حل حزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم بالنظام السابق) وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، وحظر إعادة تشكيلها تحت أي اسم آخر، على أن تعود جميع أصولها إلى الدولة السورية.
وفوضت إدارة العمليات العسكرية “رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية، يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذ”.
وشهد قصر الشعب في دمشق فعاليات “مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية”، وسط حضور موسع من الفصائل العسكرية وقوى الثورة السورية.