عبر العصور، أدخل المهندسون الإلكترونيون تقنيات الثنائي الباعث للضوء (LED) للحفاظ على ديمومة المصابيح الكهربائية لأطول وقت ممكن، وجعلها أكثر توفيرًا للكهرباء.
ولكن حتى الآن، لم يستطع أي مصباح حديث التفوّق لا بل وحتى الاقتراب من المدة التي حافظت فيها “اللمبة المئوية” (Centennial Light) على ديمومتها.
ما هي اللمبة المئوية؟
“اللمبة المئوية” هي أقدم مصباح كهربائي معروف يعمل بشكل مستمر.
ومنذ عام 1901، تعمل اللمبة على مدار 24 ساعة يوميًا من دون أي توقّف ضمن محطة الإطفاء رقم 6 في مدينة ليفيرمور في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
ولم تتوقّف عن العمل إلا سويعات بسيطة بسبب انقطاع التيار الكهربائي أو التجديد أو نقلها من مكانها.
أُدرجت في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، باعتبارها ” أقدم مصباح على وجه الأرض يعمل إلى الآن”.
تبلغ قوة “اللمبة المئوية” حاليًا 4 واط بعد أن كان 60 واط عند تصنيعها من قبل شركة “شيلبي للالكترونيات” (Shelby Electronics) في مدينة أوهايو الأميركية.
تم تركيبها أول مرة في منزل في مدينة ليفيرمور الأميركية عام 1901، قبل أن يتم نقلها إلى مركز الإطفاء في المدينة بعد فترة وجيزة، قبل أن تستقرّ عام 1976، في موطنها الحالي في ليفرمور كاليفورنيا.
وخوفًا من أن تنكسر أثناء فكّها من مكانها، قام الفنِّيُّون خلال نقلها إلى ليفرمور، بقطع السلك المغذي لها، وجرى نقلها بمرافقة سيارات الشرطة والإطفاء. واستغرق الأمر حينها حوالي 22 دقيقة فقط.
ومنذ توصيلها بمصدر الطاقة الخاص به في مركز الإطفاء بليفرمور عام 1976، لم ينقطع التيار الكهربائي إلا مرة واحدة عنها منذ ذلك الحين، لمدة تقلّ قليلًا عن 10 ساعات.
عام 2001، أُقيم احتفال بمناسبة مرور 100 عام على دخول “اللمبة المئوية” في الخدمة. وبعدها بـ5 أعوام، أُقيم لها احتفال ثانٍ، كونها واصلت العمل لمدة 30 سنة دون أي توقّف.
ما هي أسباب عمرها الطويل؟
يعزو العلماء طول عمر “اللمبة المئوية” إلى تشغيلها المستمر ما قضى إلى حد كبير على الضغوط المرتبطة بتشغيل وإيقاف المصباح الكهربائي، وزيادة وانخفاض درجة حرارة المصباح.
بالإضافة إلى كونها مصنوعة بشكل جيد من زجاج سميك منفوخ يدويًا، وخيوط كربون سميكة ومتينة (على عكس خيوط التنغستن الرقيقة المستخدمة في معظم المصابيح الكهربائية الحديثة)، وتركيبها يدويًا على قاعدة نحاسية قوية.
كما ساهمت القوة الكهربائية المنخفضة (حوالي 4 واط حاليًا)، واحتوائها على غاز النيتروجين، في إطالة عمرها.