أكد رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني من دمشق، استعداد بلاده لمساعدة السلطات السورية الجديدة على تشغيل البنى التحتية الرئيسية التي تقدم الخدمات العامة بما فيها الكهرباء.
وتعد قطر الدولة الخليجية الوحيدة التي أبقت طوال سنوات الحرب في سوريا على موقفها المناهض للرئيس المخلوع بشار الأسد، وإثر وصول السلطة الجديدة الى دمشق، كانت قطر ثاني دولة بعد تركيا أعلنت فتح سفارتها في العاصمة السورية.
وقال رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحافي مشترك مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، على هامش زيارته الى دمشق، إن قطر “تمد يدها لأشقائنا السوريين لشراكة مستقبلية تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين”.
البنى التحتية الأساسية
وأضاف: “اليوم الاحتياجات هي لاستمرار تقديم الخدمات العامة للشعب السوري، وهي احتياجات ضرورية”، موضحًا أنه “على صعيد الخطوات العملية سنقوم أيضًا بتقديم الدعم الفني اللازم لإعادة تشغيل البنى التحتية اللازمة، وتقديم الدعم لقطاع الكهرباء، على أن يبدأ بتزويد سوريا بالطاقة بقوة مئتي ميغاواط ورفع الإنتاج تدريجيًا”.
وجاء الإعلان القطري عن دعم قطاع الكهرباء، بعدما كانت السلطات الجديدة أعلنت الشهر الحالي أن سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر ستصلان إلى سوريا لرفع معدل التغذية، وسط ساعات تقنين طويلة تصل الى عشرين ساعة في اليوم.
الشرع يدعو إسرائيل إلى الانسحاب
من جهة أخرى، أكد المسؤول القطري أن “استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المناطق العازلة هو تصرف أرعن ومدان ويجب عليه الانسحاب بشكل فوري”.
وأشار الشرع من جهته الى أن بلاده تعول في هذا الصدد على دعم قطر التي أدت دور الوسيط المحوري إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في المفاوضات من أجل التوصل الى وقف إطلاق نار في غزة.
وأوضح الشرع أن “الكل يجمع على خطأ التقدم الإسرائيلي في المنطقة ووجوب العودة الى ما كانت عليه قبل التقدم الأخير”، لافتًا الى أن قطر ستكون “داعمة لهذا التوجه وستستخدم كل الوسائل المتاحة لديها لممارسة الضغط على إسرائيل” للانسحاب من المواقع التي تقدمت إليها في الشهر الحالي.
وإثر إطاحة حكم الأسد، نفّذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على منشآت عسكرية تابعة للجيش السوري، ثم توغلت قواتها في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان على أطراف الجزء الذي احتلته من الهضبة عام 1967.
وقتل ثلاثة أشخاص بينهم مدني الأربعاء في جنوب سوريا، بضربة إسرائيلية استهدفت لأول مرة قوات أمن تابعة للسلطة الجديدة في محافظة القنيطرة في جنوب البلاد، وفق ما أفاد مصدر طبي في المنطقة.
وأكدت الأمم المتحدة أن سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة تشكل “انتهاكًا” لاتفاق فض الاشتباك العائد الى العام 1974.