فوق تل يطل على خليج مدينة نوك في جزيرة غرينلاند، يقف تمثال يُعتبر مثار جدل كبير بين سكان ثاني أكبر جزيرة في العالم بعد أستراليا.
والتمثال هو للراهب الدنماركي هانز أجدِ (Hans Egede)، الذي يُنسب له تأسيس نواة مدينة نوك (Nuuk) في جزيرة غرينلاند الدنماركية المتمتّعة بحكم ذاتي.
مدينة نوك في غرينلاند
وبدأت نوك كمستعمرة تبشيرية أسماها أجد بـ “Good Hope”، وتعني باللغة الدنماركية “الأمل الجيّد”.
عام 1721، أراد الراهب السفر الى جزيرة غرينلاند من أجل البحث عن مستوطنات الفايكينغ التي انقطع الاتصال بها آنذاك.
وبدلًا من ذلك، وجد أجدِ قبائل السكان الأصليين في جزيرة غرينلاند المعروفين باسم “الإنوت”، وقام بتبشيرهم بالدين المسيحي، وبالقوة أحيانًا.
وبعد تبشيرهم، أرسل الراهب بعض الأشخاص من السكان الأصليين إلى الدنمارك من أجل تعلّم الكهنوت، ليُصبحوا رهبانًا.
وعام 1979، تحوّل اسم المستعمرة من “غود هوب” إلى “نوك” مع منح الدنمارك الجزيرة الحكم الذاتي.
ويُثير تمثال الراهب جدلًا بين سكّان الجزيرة، بين من يرونه مؤسسًا لجزيرة غرينلاند، بينما يراها السكان الأصليون شخصية فرضت معتقدات أجنبية عليهم، وجلبت العديد من الأمراض إليهم على غرار الحصبة والجدري الذي فتك بالعديد منهم على مدى السنين.
يُذكر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبدى رغبته بتوسيع حدود الولايات المتحدة لتضمّ جزيرة غرينلاند.
إلا أنّ كوبنهاغن أكدت أنّ “غرينلاند قد تستقلّ عن الدنمارك إذا أراد سكانها ذلك، لكنّها لن تُصبح ولاية أميركية”.