ندّد ناشطون وخبراء في مجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة باعتقال الصحافي الأميركي علي أبو نعمة، الداعم لفلسطين، في مدينة زيورخ السويسرية، واصفين الخطوة السويسرية بأنّها تمثّل تهديدًا جديًا لحرية التعبير في ظل تصاعد القيود على النشطاء الداعمين للقضية الفلسطينية في أوروبا.
وأبو نعمة هو المدير التنفيذي للمنصّة الإعلامية “الانتفاضة الإلكترونية” على الإنترنت. وتصف المنصّة نفسها على أنّها “سلاح فلسطين للتعليم الشامل”، وتنشر محتوى يدعم القضية الفلسطينية.
وقالت “الانتفاضة الإلكترونية”: إنّ أبو نعمة وصل إلى زيورخ يوم الجمعة قادمًا من الولايات المتحدة، حيث اعتقلته الشرطة واستجوبته لمدة ساعة قبل السماح له بدخول البلاد، وكان من المقرر أن يلقي خطابًا في حدث أقامته “لجنة فلسطين في زيورخ” يوم السبت.
وفي اليوم التالي، اعتقلت السلطات السويسرية أبو نعمة، عازية قرارها إلى وجود حظر على دخوله، ومضيفة أنّها تبحث اتخاذ إجراءات أخرى بموجب قانون الهجرة.
ونقلت صحيفة “زيورخ الجديدة”، وهي يومية سويسرية ناطقة بالألمانية ومقرها زيورخ، عن مستشار الحكومة ورئيس إدارة الأمن ماريو فير قوله: إنّ أبو نعمة ممنوع من السفر إلى زيورخ.
وأضاف: “لا نريد إسلاميًا كارهًا لليهود يدعو إلى العنف في سويسرا”، على حد زعمه.
تنديد أممي باعتقال الصحافي علي أبو نعمة
وعقب اعتقال أبو نعمة، أصدرت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في سويسرا، وهي منظمة داعمة للفلسطينيين، عريضة تُطالب بالإفراج عن أبو نعمة.
وذكرت العريضة أنّ الصحافي “تعرّض للاختطاف بالعنف والقوة من قبل مجهولين يرتدون ملابس مدنية أثناء سيره في شوارع زيورخ، يوم السبت 25 يناير/ كانون الثاني 2025”.
واعتبرت أنّ الاعتقال يُمثّل انتهاكًا لحرية التعبير، ويُشكّل تهديدًا للنشطاء الذين يدافعون عن حقوق الإنسان.
من جهتها، أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان في منشور على منصّة “إكس”، عن صدمتها من الاعتقال.
وحثّت سويسرا على التحقيق والإفراج عنه، مؤكدة أنّ مثل هذه الإجراءات تتعارض مع مبادئ حرية التعبير التي تدافع عنها الأمم المتحدة.
بدورها، قالت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة فرانشيسكا ألبانيز “إنّ المناخ المُحيط بحرية التعبير في أوروبا أصبح مسمومًا على نحو متزايد، وهو ما يجب أن يُثير قلقنا جميعًا”.
وأكدت ألبانيز أنّ تقييد حرية التعبير يُهدّد المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، خاصة في القضايا المتعلقة بالدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة.
أما المتحدث باسم السفارة الأميركية في بيرن، فقال إنّ السفارة تُقدّم المساعدة القنصلية المُناسبة بعد الاطلاع على تقارير عن اعتقال مواطن أميركي، رافضًا تقديم المزيد من التفاصيل.