عثرت السلطات الليبية على 29 جثة أخرى على الأقل لمهاجرين في مقبرة جماعية بجنوب شرق البلاد، حسبما أفاد مسؤول أمني وكالة “رويترز” اليوم الخميس.
وتنشط في مدن ومناطق جنوب شرق ليبيا عصابات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر كونها مناطق حدودية مع الدول الإفريقية التي تعد المصدر الأول للمهاجرين الهاربين من الوضع الاقتصادي والأمني المتأزم في بلداهم نحو أوروبا عبر ليبيا التي يربطها مع القارة العجوز البحر المتوسط.
وارتفع إجمالي الجثث التي تم انتشالها إلى 57 جثة، بعد أن أعلن النائب العام يوم الأحد أن السلطات انتشلت 28 جثة شمالي الكفرة، وهي منطقة كبيرة بجنوب شرق البلاد.
توقعات بالعثور على مقابر إضافية في ليبيا
وتقع المدينة الرئيسية في الكفرة على بعد نحو 1700 كيلومتر من العاصمة طرابلس.
وأشار محمد الفضيل رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في قطاع الجنوب الشرقي إلى أنهم يتوقعون العثور على مقابر أخرى.
العثور على 29 جثة لمهاجرين في ليبيا – غيتي/ أرشيف
وأضاف الفضيل أنه تم ترقيم الجثث وأخذ عينات منها لإجراء فحوص الحمض النووي بحضور النيابة العامة والبحث الجنائي.
وأطلع مصدر أمني من الكفرة رويترز على صور تظهر السلطات الأمنية ومتطوعين من الهلال الأحمر الليبي وهم يقيمون خيامًا في الصحراء، وكانت هناك خطوط بيضاء على الأرض تشير إلى القبور.
والإثنين، أفادت المنظمة الدولية للهجرة في بيان بأن الجثث التي عثر عليها في مقبرتين جماعيتين في ليبيا تحمل آثار طلقات نارية.
وأشار البيان إلى أن اكتشاف المقبرتين جاء بعد مداهمة نفذتها قوات الشرطة التي انتهت بإنقاذ مئات المهاجرين من أيدي مهربي البشر.
استغلال وعنف وإساءة
وأفاد البيان أن أسباب الوفاة وهويات الضحايا ما زالت مجهولة حتى اللحظة.
وأكدت أن عددًا كبيرًا من المهاجرين يتعرضون خلال رحلاتهم للاستغلال والعنف والإساءة، مما يبرز الحاجة الملحة إلى إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وأصبحت ليبيا طريق عبور للمهاجرين الفارين من الصراع والفقر إلى أوروبا في طرق خطيرة عبر الصحراء الكبرى الشاسعة وعبر البحر المتوسط، بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
وفي 6 فبراير/ شباط، انتشلت مديرية الأمن بمنطقة الواحات بشرق ليبيا 19 جثة من مقبرة جماعية في منطقة إجخرة، فيما انتشل الهلال الأحمر الليبي 10 جثث لمهاجرين قبالة ميناء ديلة بمدينة الزاوية غرب البلاد بعد غرق قاربهم.