أعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من بلدة الناقورة الحدودية في جنوب لبنان اليوم الإثنين، بعد أكثر من شهر على بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
وقال هوكستين للصحافيين: إنّ “الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من الناقورة… والعودة إلى داخل إسرائيل اليوم، جنوب الخط الأزرق. وستستمر هذه الانسحابات إلى أن تخرج كل القوات الإسرائيلية من لبنان بشكل كامل، مع استمرار انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وصولًا إلى الخط الأزرق”، في إشارة إلى الخط الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.
ووصل المبعوث الأميركي اليوم إلى لبنان، لبحث ملفّات عدة، أبرزها انتخاب رئيس للبلاد، واتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
“التوصل إلى توافق سياسي”
وشدد هوكستين على أهمية التوصل إلى “توافق سياسي” في البلاد، بعد بدء سريان وقف لإطلاق النار، وقبل أيام من موعد محدد لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال هوكستين: “هذه أوقات بالغة الأهمية بالنسبة للبنان… ليس فقط لتطبيق هذا الاتفاق (وقف إطلاق النار)، بل للتوصل إلى توافق سياسي والتركيز على لبنان من أجل الشعب اللبناني”.
ودُعي البرلمان إلى جلسة في التاسع من يناير/ كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو منصب شاغر منذ عامين في ظل خلافات داخلية.
والتقى هوكستين خلال جولته في لبنان اليوم مسؤولين لبنانيين بينهم قائد الجيش ورئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وتوقع المبعوث الأميركي التزام “كل الأطراف” باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وقال بعد لقاء ميقاتي إنه “ليس لدي أي سبب يمنعني من توقع أن تبقى كل الأطراف، كل الأطراف، ملتزمة بتنفيذ الاتفاق الذي وافقت عليه”، وذلك بعدما تبادل حزب الله وإسرائيل الاتهامات بانتهاكه.
كما احتضن أحد مراكز اليونيفيل في رأس الناقورة، اجتماعًا للجنة الخماسية لوقف إطلاق النار، التي تضم اليونيفيل ولبنان وإسرائيل والولاياتِ المتحدة وفرنسا، بحضور المبعوث هوكستين.
وكان الجيش اللبناني قد دخل اليوم الإثنين، بلدة الناقورة في قضاء صور، وهي ثالث بلدة يدخلها الجيش بعد الخيام بقضاء مرجعيون، وشمع بقضاء صور، عقب انسحاب القوات الإسرائيلية منها.
اجتماع اللجنة الخماسية
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن “آليات الجيش اللبناني ترافقها قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” دخلت إلى الناقورة”.
وأضافت الوكالة أن “جرافة للجيش اللبناني شوهدت في الموكب، وجاءت هذه الخطوة بعد اجتماع اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار في رأس الناقورة”، بحضور المبعوث الأميركي هوكستين.
وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أعلن الجيش اللبناني بدء دخوله إلى بلدة شمع بقضاء صور جنوبي البلاد، وهي ثاني بلدة ينسحب منها الجيش الإسرائيلي بعد الخيام بقضاء مرجعيون (في 12 ديسمبر)، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي وقت سابق الإثنين، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن “الجيش الإسرائيلي انسحب في الساعات القليلة الماضية من القطاع الغربي في جنوب لبنان، الناقورة ومناطق أخرى قبل انتهاء المهلة التجريبية لوقف إطلاق النار البالغة 60 يومًا”.
فيما قال موقع “والا” العبري، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي سينسحب بالكامل في الأيام المقبلة من قرية الناقورة ويسلم المسؤولية للجيش اللبناني تحت إشراف أميركي.