لا يزال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، يواصل محاولاته للوصول إلى أقسام سرية يعتقد أنها موجودة في سجن صيدنايا، والذي تم تحرير معتقلين منه، بعد انهيار نظام حزب البعث فجر الأحد.
وتواصل الفرق العمل من دون انقطاع للوصول إلى الطوابق السفلية من السجن الذي يُعتقد أنه مكون من عدة طوابق تحت الأرض.
وفي منشور على منصة إكس، قال رئيس “الخوذ البيضاء” رائد الصالح، إنه تم إرسال خمس فرق مختصة للاستجابة الطارئة إلى صيدنايا، يتقدمهم مرشدان مطلعان على تصميم السجن.
وقال مراسل التلفزيون العربي خالد الإدلبي الذي تجوّل في السجن إن الآمال ما زالت تراود الأهالي في العثور على أبنائهم في السجن، وإن كثيرين منهم يعتقدون أن هناك سجونًا أخرى قد تكون أسفله، لذلك يقومون بنبش التراب بأيديهم وتكسير الحجارة، لعلهم يعثرون على أية بوابة تخفي وراءها قبوًا فيه السجناء.
ووصف مراسلنا الأوضاع هناك بأنها مأساوية، وقال إن تعبير مسلخ بشري قد يقصُر عن وصف السجن الذي قضى فيه السجناء العديد من سنوات عمرهم.
وأوضح مراسل العربي أن غرف السجن ضيقة جدًا ولا تكاد تتسع لشخصين، لكن كان يقيم في كل واحدة منها نحو عشرين سجينًا.
وقال إن الغرف تفتقر إلى الإنارة تمامًا، ولا توجد فيها منافذ للتهوية أيضًا، ما يفسر ظاهرة فقدان كثيرين ممن خرجوا من السجن لعقولهم.
مسلخ بشري
ويقع سجن صيدنايا العسكري، الذي يوصف بـ”المسلخ البشري” على بُعد 30 كم من دمشق، وأصبح بعد مارس 2011 مركزًا لاعتقال المتظاهرين السلميين وعناصر المعارضة العسكرية.
وفي وقت سابق الإثنين، لفتت الخوذ البيضاء على منصة إكس إلى أنه “حتى لحظة نشر هذه التغريدة لم تعثر فرقنا التي وصلت إلى سجن صيدنايا على أي أبواب سرية يتم الحديث عنها”.
وأوضحت أن “الفرق تعمل بأدوات الخرق والبحث والمجسات الصوتية وبوجود فرق k9 التي تضم كلابًا مدربة، ويرافقنا في البحث أشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن إضافة لاعتمادنا على إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية”.
آلاف الأهالي لم يفقدوا الأمل
واليوم احتشد آلاف السوريين أمام السجن بانتظار معرفة مصير أقارب لهم معتقلين وفقد الاتصال بهم.
وامتد طابور من السيارات على طول نحو سبعة كيلومترات قبل بلوغ السجن، ما دفع المئات الى المتابعة سيرًا على الأقدام.
وبعد يوم من سقوط الأسد، أعلن الدفاع المدني السوري رفع المكافأة المالية لمبلغ 5 آلاف دولار لمن يقدم معلومات تساعد في العثور على أماكن السجون ومراكز الاعتقال السرية التي يوجد فيها معتقلون.
ووجهت “الخوذ البيضاء” هذا النداء خاصة لضباط الأمن السابقين والعاملين في الأفرع الأمنية للمساعدة في الوصول إلى هذه السجون السرية، مؤكدة على أهمية هذه المساهمة وضرورتها، مع ضمان الحفاظ على سرية المصادر.