اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة، أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية من لبنان، مشددة على وجوب أن تنزع الحكومة اللبنانية سلاح الجماعات المسلحة مثل حزب الله.
وجاء تعليق المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي ردًا على سؤال حول شن إسرائيل أول غارة لها على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار هش في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وجاءت الغارة الجوية الإسرائيلية بعد إطلاق صاروخين من لبنان في أصعب اختبار لوقف إطلاق النار،’ في عملية نفى حزب الله مسؤوليته عنها.
أميركا تحض لبنان على نزع سلاح حزب الله
واستهدفت الغارة مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وزعمت إسرائيل أن “المبنى هو مخزن لطائرات مسيرة لحزب الله”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: “تدافع إسرائيل عن شعبها ومصالحها بالرد على هجمات صاروخية من إرهابيين في لبنان”.
وأضاف: “كجزء من اتفاق وقف أعمال القتال، حكومة لبنان مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله، ونتوقع من القوات المسلحة اللبنانية (الجيش) نزع سلاح هؤلاء الإرهابيين لمنع مزيد من الأعمال الحربية”.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافًا للاتفاق، إذ نفذت انسحابًا جزئيًا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
حزب الله: ملتزمون بوقف إطلاق النار مع إسرائيل
وأمس الجمعة، أكد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد أن الحزب ملتزم بوقف إطلاق النار مع إسرائيل ولا يقوم بخرقه.
وردًا على إعلان الجيش الإسرائيلي أن قذيفتين صاروخيتين أُطلقتا من لبنان تجاه إسرائيل، قال رعد: إن “المقاومة (حزب الله) التي وافقت على إعلان وقف إطلاق النار ملتزمة به ولا تخرقه”.
وأضاف: “على الدولة أن تقوم بواجبها في ردع العدو وإجباره على وقف العدوان وإنهاء الاحتلال بكل الوسائل المتاحة لديها”.
ولفت إلى أن “المقاومة تدين بشدة العدوان الصهيوني على الضاحية وأهلها، وتؤكد التزامها بإحباط سياسات هذا العدو، وكل محاولاته لجرّ لبنان من أجل التطبيع معه”.
ودعا رعد “الحكومة اللبنانية إلى تعزيز التضامن الوطني، ودفع العدو إلى الانسحاب من أرضنا المحتلة دون قيد أو شرط، ووقف العدوان على لبنان”.
بدوره، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون فتح تحقيق، وقال: إن “كل شيء يشير” إلى أن “حزب الله ليس مسؤولًا” عن إطلاق الصواريخ أخيرًا نحو إسرائيل.
وندد الرئيس اللبناني بـ”كل المحاولات البغيضة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف” بعد الغارة الإسرائيلية على الضاحية.
وعلى المقلب الآخر، حذر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس من “أي محاولة لإلحاق الضرر بقرى الجليل”، مهددًا بأن “أسطح المنازل في الضاحية الجنوبية لبيروت ستهتز”.
وتوجّه إلى الحكومة اللبنانية قائلًا: “إذا لن تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار (مع حزب الله)، فنحن سنفرضه”.
بدوره، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن إسرائيل “ستضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد”.