أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد الرصاص على الأهالي العائدين إلى بلدة يارون في جنوب لبنان، في محاولة لمنعهم من العودة إليها، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
ومنذ فجر الأحد الماضي، بدأ لبنانيون التوافد إلى قراهم التي هُجّروا منها بسبب العدوان الإسرائيلي، بالتزامن مع انتهاء مهلة الـ60 يومًا فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي وكان على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب بحلولها من جنوب لبنان.
إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالمهلة المحددة للانسحاب وفقًا للاتفاق، وقد واجه الجيش الإسرائيلي محاولات العائدين إلى بلداتهم بإطلاق النار ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، ليعلن بعد ذلك تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/ شباط الجاري.
مسيرة العودة في جنوب لبنان
وحسب الوكالة اللبنانية، كان أبناء القرى الحدودية دعوا للمشاركة في مسيرة “أحد العودة – 2” التي انطلقت صباح اليوم الأحد، دعمًا لتحرير ما تبقى من القرى من قبل الجيش “الإسرائيلي”.
وقد وجه المنظمون نداء إلى جميع فئات المجتمع، من مسؤولين ونواب وأحزاب، وإلى الهيئات المدنية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى القطاعات التربوية والمهنية، للمشاركة في هذا التحرك الوطني.
من جهتها، أفادت مراسلة التلفزيون العربي جويس الحاج خوري من جنوب لبنان بأن أكثر من 10 قرى حدودية في جنوب لبنان، لا تزال تتمركز فيها القوات الإسرائيلية، وترفض الانسحاب منها قبل 18 فبراير الحالي.
ولفتت إلى دعوات كانت انتشرت لمؤازرة سكان جنوب لبنان من مناطق الأخرى، وتحديدًا البقاع شرقي لبنان، للتوجه إلى القرى الحدودية ومداخلها، في محاولة للضغط باتجاه انسحاب القوات الإسرائيلية ودخول الجيش اللبناني إليها، تمهيدًا لدخول فرق الإسعاف لسحب جثامين الشهداء من هذه البلدات.
تهديد إسرائيلي: لا تتحركوا جنوبًا
وعلى المقلب الآخر، وجه المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، تهديدًا إلى سكان لبنان وخاصة الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أنه “تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال الجيش الإسرائيلي منتشرًا في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا”.
وأضاف في بيان على منصة إكس :”الجيش الإسرائيلي لا ينوي المساس بكم، ومن أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. كل من يتحرك جنوبًا يعرض نفسه للخطر”، حسب قوله.
وأمس السبت، قال الجيش اللبناني: إن “وحدات عسكرية انتشرت في بلدة عيترون قضاء بنت جبيل في القطاع الأوسط ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأضاف في بيان أن ذلك جاء وسط “تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته بما فيها حرق المنازل في عدة بلدات منها عيترون، وبلدتي رب ثلاثين والعديسة بقضاء مرجعيون، إضافة إلى غارتين على آليات كانت تشارك في عملية انتشال جثامين الشهداء في بلدة الطيبة بقضاء مرجعيون”.
وتابع أنه “في ظل هذه الاعتداءات، تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات الصادرة في بياناتها الرسمية، والتقيد بإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، والتنسيق مع السلطات المحلية، حفاظًا على أرواحهم وسلامتهم”.
وأكد الجيش اللبناني “مواصلة العمل على تطبيق القرار 1701 وتنفيذ الإجراءات الميدانية الضرورية في عدة مواقع في منطقة جنوب الليطاني”.
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل”.
و27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أنهى وقف لإطلاق النار قصفًا متبادلًا بين الجيش الإسرائيلي ولبنان بدأ في 8 أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.