بعد شغور دام أكثر من عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان اللبناني اليوم الخميس، قائد الجيش جوزاف عون رئيسًا للبلاد.
وفي الدورة الثانية للتصويت، خلال جلسة حضرها جميع النواب الـ128، حصل عون على 99 صوتًا مقابل 9 أوراق بيضاء و18 ورقة ملغاة وصوتين لشخصين.
وعون هو خامس قائد للجيش اللبناني الذي يصل لسدة الرئاسة، بعد فؤاد شهاب، وإميل لحود، وميشال سليمان، وميشال عون.
وبحسب العرف السياسي السائد في لبنان، يجب أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا من الطائفة المارونية، بينما يعود منصب رئيس الحكومة للطائفة السنيّة، ورئيس مجلس النواب للطائفة الشيعية.
وتستمر ولاية رئيس الجمهورية 6 سنوات، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور 6 سنوات على انتهاء ولايته.
ويُعتبر رئيس الجمهورية رمز وحدة الوطن وحامي الدستور، وله دور في توقيع القوانين وتعيين رئيس الوزراء بالتشاور مع مجلس النواب.
إجازة في العلوم السياسية
ولد جوزاف عون في 10 يناير/ كانون الثاني 1964 في منطقة سن الفيل في قضاء المتن شرقي لبنان، وهو حائز على إجازة في العلوم السياسية، اختصاص شؤون دولية، واجازة جامعية في العلوم العسكرية، ويتقن اللغتين الفرنسية والإنكليزية.
الرئيس اللبناني الجديد متزوج من السيدة نعمت نعمة ولديهما ولدان خليل ونور.
انضم عون للجيش اللبناني عام 1983-رويترز
تطوّع جوزاف عون في الجيش بصفة تلميذ ضابط والتحق بالكلية الحربية بدءًا من عام 1983، وخلال مسيرته العسكرية، رُقّي إلى رتب عدة حتى عيّن قائدًا للجيش في مارس/ آذار 2017.
شارك عون في دورات عسكرية عدة داخل لبنان وخارجه، خصوصًا في الولايات المتحدة، وآخرها كان عام 2009.
وهو حائز على أكثر من 15 وسامًا، بينها: وسام الحرب 3 مرات، وسام الوحدة الوطنية، وسام الأرز الوطني من رتبة فارس، وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وسام مكافحة الإرهاب، وسام الفخر العسكري من الدرجة الفضية، وغيرها.
محاربة الإرهاب
في 19 أغسطس/ آب 2017، أطلق الجيش اللبناني بقيادة جوزاف عون عملية “فجر الجرود” لطرد عناصر في تنظيمي “جبهة النصرة” و”تنظيم الدولة” من معاقلهم الحدودية الشرقية مع سوريا.
انتخاب عون بعد عامين من الشغور الرئاسي في البلاد-رويترز
وبعد انتهاء العملية، قال عون لجنوده: “بعد أن أنهيتم عملية “فجر الجرود” التي حققتم فيها انتصارًا حاسمًا على الإرهاب بطرده من جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع، تعود هذه المنطقة العزيزة إلى كنف السيادة الوطنية، معمّدةً بدماء رفاقكم الشهداء والجرحى وبعرق جباهكم الشامخة”.
انتشار الجيش في الجنوب
بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، باشر الجيش اللبناني بقيادة عون بتنفيذ مهماته بالجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، وتعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني جنوب لبنان، وكان الجيش هو أول من يدخل القرى اللبنانية الجنوبية بعد خروج القوات الإسرائيلية منها.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفًا متبادلًا بين إسرائيل وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيًا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يومًا، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، تحت إشراف لجنة دولية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن نحو 4 آلاف شهيد و16 ألفًا و520 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق أرقام رسمية.