بدأت في مدينة إسطنبول التركية -بعد ظهر اليوم الاثنين- جولة محادثات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا هي الثانية من نوعها خلال ما يزيد قليلاً على أسبوعين، وسط انخفاض التوقعات بتحقيق أي تقدم ملموس في إنهاء الحرب المستمرة بين البلدين منذ 3 سنوات خصوصا بعد سلسلة من الهجمات الكبرى أمس.

وبحسب مصادر في الخارجية التركية، فإن الوزير هاكان فيدان يرأس هذه اللقاءات بمشاركة رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن.

وقال فيدان لدى بدء الاجتماعات “جاهزون لاتخاذ الخطوات اللازمة لتسهيل التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا ونثمن دعم الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب لتحقيق السلام بين البلديين، ونأمل تحقيق نتائج ملموسة في المحادثات”.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية هيورهي تيخي -في رسالة نُشرت على مجموعة واتساب الخاصة بسفارة بلاده لدى أنقرة- إن وفدهم برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف كان في إسطنبول لحضور اجتماع اليوم.

الرئيس الليتواني نوسيدا (يمين) يستمع لنظيره الأوكراني زيلينسكي خلال حفل الترحيب بقمة فيلنيوس (الأوروبية)

زيلينسكي يستبق

من جهته، استبق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدء الاجتماعات بالمطالبة بفرض مزيد من عقوبات على روسيا إذا تسببت في فشل تلك المفاوضات، مشيرا إلى استعداد بلاده “لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل تحقيق السلام”.

وأشار زيلينسكي إلى أنه إذا قوّضت روسيا محادثات إسطنبول ولم تسفر عن نتيجة، فستكون “هناك حاجة ماسة إلى فرض عقوبات جديدة” عليها.

وقال خلال اجتماع مع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليتوانيا “نحن على استعداد لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل تحقيق السلام”.

وعلى الصعيد نفسه، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر بالوفد الأوكراني قوله إنه جاء إلى إسطنبول ببرنامج واضح ورغبة في اتخاذ خطوات كبيرة نحو السلام “ونأمل ألا يكرر الجانب الروسي الاشتراطات نفسها”.

الوفد الروسي

ويترأس الوفد الروسي في مفاوضات اليوم فلاديمير ميدينسكي، وهو مساعد للرئيس فلاديمير بوتين، مستشهدا بعد الجولة الأولى بما حدث مع الجنرال ورجل الدولة الفرنسي نابليون بونابرت في الماضي ليؤكد أن الحرب والمفاوضات يجب أن تتم دائما في الوقت نفسه.

وقال ميدينسكي (كبير مفاوضي الكرملين) أمس إن موسكو تلقت مسودة المذكرة الأوكرانية، وصرح لوكالة الإعلام الروسية بأن الكرملين سيرد عليها اليوم.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن مصدر بالخارجية التركية اليوم قوله إن “ميدينسكي سيجري بعض الاتصالات على هامش المفاوضات في إسطنبول”.

وذكر المصدر التركي أن الوفد الروسي قد يدلي ببيان بعد اجتماع مع الجانب الأوكراني، مشيرًا بأنه لا معلومات عن مدة المفاوضات بين هذين الوفدين في إسطنبول.

وكان الرئيس الروسي قد اقترح فكرة المحادثات المباشرة -لأول مرة- بعد أن طالبته أوكرانيا وقوى أوروبية بالموافقة على وقف إطلاق النار الذي رفضه الكرملين.

وقال بوتين إن بلاده ستضع مسودة مذكرة تحدد الخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل، وبعدها فقط ستناقش وقف إطلاق النار.

فشل أميركي

وطالب الرئيس الأميركي روسيا وأوكرانيا بإحلال السلام لكنهما لم تتوصلا حتى الآن إلى اتفاق، وحذر البيت الأبيض مرارا من أن الولايات المتحدة “ستنسحب” من جهود إنهاء الحرب إذا حال عناد الجانبين دون التوصل إلى اتفاق سلام.

وفشلت الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لدفع الجانبين إلى قبول وقف إطلاق النار. وقد قبلت أوكرانيا هذه الخطوة، لكن الكرملين رفضها عمليا.

وقد قدّر معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، مساء الأحد أن “روسيا تحاول تأخير المفاوضات وإطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب إضافية في ساحة المعركة”.

يُذكر أن الجولة الأولى من المحادثات بين كييف وموسكو -التي عُقدت في 16 مايو/أيار أيضا في إسطنبول- اختتمت بعد أقل من ساعتين. وبينما اتفق الجانبان على تبادل كبير للأسرى، لم يُحرز أي تقدم يُذكر.

هجمات متبادلة

واستمر القتال العنيف على طول خط المواجهة الذي يبلغ طوله حوالي ألف كيلومتر، وتبادل الجانبان الروسي والأوكراني الضربات الجوية المكثفة.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن دفاعاتها الجوية أسقطت 162 مسيرة أوكرانية فوق 8 مناطق روسية خلال الليل، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو.

وعلى الجانب الآخر، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن دفاعاتها الجوية ألحقت أضرارًا بـ52 طائرة مُسيرة من أصل 80 طائرة أطلقتها روسيا خلال الليلة الماضية.

وقد صرح عمدة مدينة خاركيف (شمال شرق أوكرانيا) بأن صاروخين باليستيين ضربا حيًا سكنيًا صباح اليوم، أحدهما سقط بالقرب من مدرسة.

وأعلنت أوكرانيا  أمس أنها شنت هجومًا مفاجئًا ومذهلًا على 5 قواعد جوية روسية تفصل بينها آلاف الكيلومترات، وتتراوح بين قواعد جوية قريبة من موسكو وأهداف بالقطب الشمالي الروسي وسيبيريا والشرق الأقصى. وكانت هذه الأهداف تبعد أكثر من 7 آلاف كيلومتر عن أوكرانيا.

وزعمت أوكرانيا تدمير أكثر من 40 طائرة حربية روسية، فيما وصفه الرئيس زيلينسكي بـ”عملية رائعة” استغرقت أكثر من عام من التخطيط.

شاركها.
Exit mobile version