بدأت في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة للتهدئة في قطاع غزة.
وقد قالت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية إن وفدًا إسرائيليًا وصفته بأنه “على مستوى العمل” غادر إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وأشارت القناة إلى أن التفويض الذي مُنح للوفد الإسرائيلي كافٍ في هذه المرحلة لتحقيق تقدم في المفاوضات.
حماس “جادة في مساعي التوصل إلى اتفاق”
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن مفاوضات الدوحة تأتي استكمالًا للجولات السابقة مع الوسطاء.
وشددت على أنها جادة في مساعي التوصل إلى اتفاق في أقرب فرصة، مشيرة إلى أنها ستركز خلال هذه الجولة على التوصل إلى اتفاق يضمن وقفًا تامًا لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال من غزة وتفاصيل التنفيذ وعودة النازحين.
وقال البيت الأبيض إن التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في غزة ووقف إطلاق النار أمرٌ عاجل وممكن.
والموقف الإسرائيلي بشأن المفاوضات يناقضه في واقع الأمر تصعيد العدوان على قطاع غزة.
ففي المناطق الشمالية، زاد الاحتلال من وتيرة مجازره بحق العائلات، كما واصل سياسة استهداف المستشفيات عبر قصفه المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة، وذلك بعد أيام قليلة من إحراقه مستشفى كمال عدوان وإخراجه عن الخدمة.
وتشي المؤشرات الميدانية كذلك بتوسيع العملية العسكرية من المناطق الشمالية إلى مدينة غزة، عبر ارتكاب المجازر وإصدار أوامر إخلاء في بعض المناطق، وذلك تطبيقًا لما تعرف بخطة الجنرالات.
“العقبة الأساسية شروط نتنياهو”
تعليقًا على التطورات، يلفت الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إلى أن العقبة الأساسية أمام اتفاق يؤدي إلى وقف العدوان على غزة ترتبط بالشروط التي يضعها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد كل جولة من جولات التفاوض.
ويعتبر في حديثه للتلفزيون العربي من خانيونس، أنه مع عدم ذكر حماس تفاصيل في هذا الاتجاه، من الواضح أن عملية التفاوض تسير بشكل يمكن معه الحديث عن اختراقات إيجابية باتجاه التوصل إلى اتفاق ومعالجة النقاط التي تم إضافتها.
ويشير في الآن عينه إلى معوقات ميدانية أمنية ترتبط بطلب إسرائيل الحصول على معلومات وتفاصيل عن الوضع الصحي للجنود ومن سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وهو أمر قد يكون صعبًا عمليًا في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وتحرك الطيران الإسرائيلي.
كما يذكر بنقطة تغيير المعايير لإطلاق سراح الجنود وضباط الاحتياط، الذين يفترض أن يكونوا في المرحلة الثانية.
“بالإمكان التوصل إلى صفقة”
بدوره، يرى الباحث في مركز مدى الكرمل امطانس شحادة أن التصريحات نفسها تتكرر في إسرائيل بشأن المفاوضات في كل مرة خلال حرب الإبادة على غزة.
ويضيف في حديثه للتلفزيون العربي من حيفا: “دائمًا ما كان الوفد المفاوض الإسرائيلي يبدي بعض التفاؤل في إمكانية التوصل إلى صفقة”.
ويردف: “عمليًا بالإمكان التوصل إلى صفقة والتغلب على بعض الإشكاليات العالقة، لكن ما يعرقل الأمر دائمًا هو مصالح نتنياهو السياسية وأهدافه؛ الأهداف السياسية العامة وتلك الشخصية”.
ويعرب عن اعتقاده بأن هناك تغييرًا ما في الأجواء السياسية في إسرائيل هذه المرة؛ أولًا في الجانب الأمني والعسكري حيث يقول الجيش إنه قام فعلًا بما يستطيع القيام به من إبادة وتدمير في غزة، وبإمكانه الآن إيقاف الحرب.
ويوضح أنه من الجانب السياسي هناك تحولات ما داخل إسرائيل، ربما تشي بتحول في موقف نتنياهو وإن كان طفيفًا حتى الآن.
“نتنياهو وإسرائيل ينتظران إدارة ترمب القادمة”
ومن جانبه، يقول الدبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد شمايرر، إن إدارة بايدن وعلى الرغم من أنها في أسابيعها الأخيرة، تستمر في التزامها بذل الجهود للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
لكنه ينفي في حديثه للتلفزيون العربي من ديلاور، اعتقاده بأن تكون إدارة بايدن هي التي تقود هذا المسار بشكل أساسي.
وفيما يرى أن نتنياهو وإسرائيل ينتظران إدارة ترمب القادمة، يردف: من وجهة نظر أميركية، هناك ضغط سياسي إضافي على نتنياهو لمحاولة الوصول إلى وقف لإطلاق النار قبل وصول ترمب إلى البيت الأبيض.
ويذكر بأن ترمب كان قد أوضح أنه يريد الوصول إلى وقف لإطلاق النار.