أعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع يورغي موريرا دا سيلفا، اليوم الخميس، أن “الكارثة الإنسانية مستمرة” في غزة رغم الهدنة، داعيًا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وشنت إسرائيل بدعم أميركي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
“الكارثة الإنسانية مستمرة” في قطاع غزة
وبعد زيارة ميدانية، قال يورغي موريرا دا سيلفا، وهو أيضًا مساعد للأمين العام للأمم المتحدة: “بالإضافة إلى المعاناة الإنسانية الهائلة، شهِدت أيضًا درجة لا يمكن تصوّرها من دمار البنية التحتية والمنازل، وحجمًا هائلًا من الأنقاض”.
ونبه إلى أنّ إزالة الحطام والركام الناجمين عن الحرب ستستغرق “سنوات”، داعيًا إلى “وقف مستدام لإطلاق النار” و”الإفراج الفوري عن جميع الرهائن” وإيصال للمساعدات الإنسانية “من دون معوّقات”.
تحوّل جزء كبير من غزة إلى أنقاض جراء الحرب الإسرائيلية – غيتي
والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة أنّ إعادة إعمار غزة وإنهاء “الكارثة الإنسانية” سيتطلّبان أكثر من 53 مليار دولار، من بينها 20 مليار دولار في السنوات الثلاث الأولى فقط.
متطلبات إعادة الإعمار
وقال يورغي موريرا دا سيلفا: إنّ “مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع على استعداد لدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار هذا، وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة”.
والثلاثاء، كتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير تم إعداده بناء على طلب الجمعية العامة أن “المبالغ الضرورية للنهوض وإعادة الإعمار على المدى القصير والمتوسط والبعيد في قطاع غزة تقدر بنحو 53,142 مليار دولار. ضمن هذا المبلغ، يقدر التمويل الضروري على المدى القصير للأعوام الثلاثة الأولى بنحو 20,568 مليار دولار”.
وأشار التقرير الذي نشر الثلاثاء إلى أنّه مع تدمير “أكثر من 60% من المساكن” منذ أكتوبر 2023، سيتطلب قطاع الإسكان حوالي 30% من احتياجات إعادة الإعمار، أي 15,2 مليار دولار.
يلي ذلك التجارة والصناعة (6,9 مليارات دولار)، والصحة (6,9 مليارات دولار)، والزراعة (4,2 مليارات دولار)، والحماية الاجتماعية (4,2 مليارات دولار)، والنقل (2,9 مليار دولار)، والمياه والصرف الصحي (2,7 مليار دولار)، والتعليم (2,6 مليار دولار).
ويشير التقرير أيضًا إلى التكاليف المرتفعة المتوقّعة للقطاع البيئي بشكل خاص (1,9 مليار دولار)، “بسبب الكمية الكبيرة من الأنقاض التي تحتوي على ذخائر غير منفجرة والكلفة العالية المرتبطة بإزالة الركام”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ الحرب خلّفت “أكثر من 50 مليون طن من الركام، تحتها رفات بشري إلى جانب ذخائر غير منفجرة، وأسبستوس ومواد خطرة أخرى”.
وتتعرّض الهدنة الهشّة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة لضغوط متزايدة، بعدما كانت قد دخلت حيّز التنفيذ في 19 يناير.
وتحوّل جزء كبير من القطاع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية المدنية، إلى أنقاض جراء الحرب الإسرائيلية التي استمرّت حوالي 15 شهرًا.