قامت إسرائيل بتشييد جدار على طول الحدود بين مصر والأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل والمقدرة بحوالي 245 كيلومترًا، من أجل ضبط هذه المساحة الكبيرة، لمواجهة عمليات التهريب والهجرة غير النظامية، كما تزعم.
لكن يبدو بأن تحصين إسرائيل لهذه الحدود، لم يمنع حيوان الوشق من التسلل إليها، ومهاجمة جنودها.
إصابة بعض جنود الاحتلال
فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتسلل حيوان الوشق من مصر ومهاجمة جنود إسرائيليين في منطقة جبل حريف بصحراء النقب، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح متفاوتة، تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة، نتيجة عضات وخدوش.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحادثة وقعت أثناء دورية روتينية للجنود في المنطقة الحدودية، واستدعي مفتش من هيئة الطبيعية والمحميات، للتعامل مع الحيوان بعد الحادثة.
من جانبها، أفادت القناة 14 الإسرائيلية، بأن الجنود الإسرائيليين تفاجؤوا بهجوم حيوان الوشق، حيث لم يكن الحيوان ضمن التهديدات المتوقعة، في تلك المنطقة المحصنة، ولم يبلغ عن وفيات، لكن الجنود المصابين نقلوا إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع لتلقي العلاج.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الحادثة غير اعتيادية، حيث عمد الجيش إلى فتح تحقيق لمعرفة كيف تمكّن الحيوان من عبور الحدود، رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تداولًا لمقطع الفيديو، الذي يظهر لحظة القبض على حيوان الوشق في جبل حريف بصحراء النقب.
الوشق حيوان غامض ونادر
ونشرت سلطة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية صورة لحيوان الوشق المصري، بعد إلقاء القبض عليه، حيث شخصت حالته بكسر قديم في ساقه الخلفية وكسر في صدره، وأعطي العلاج اللازم كما تظهر الصورة.
وقالت سلطة الطبيعة: الوشق حيوان غامض ونادر، يعيش في النقب ووادي عربة، ومشاهداته قليلة، ويبتعد عن البشر.
وأردفت: “ما زلنا لا نملك تفسيرًا لسبب مهاجمة الجنود”.
وحيوان الوشق المصري نوع من القطط البرية المفترسة، التي تعيش في المناطق الصحراوية، من بينها شبه جزيرة سيناء في مصر، ويقتات على الأرانب والقوارض وغيرها من الكائنات الزاحفة.
كما أن تسلل الحيوانات من مصر إلى إسرائيل ليس أمرًا جديدًا، فقد أطلق علماء إسرائيليون في عام 2022 تحذيرًا من انتشار البرص المصري، والمعروف باسم “أبو بريص”، في منطقة وادي عربة، الأمر الذي يهدد النظام البيئي هناك، بسبب التهام هذه الزواحف المحاصيل الزراعية.