تبادلت أوكرانيا وروسيا، اليوم الخميس، الاتهامات بانتهاك اتفاق هشّ ينص على تعليق الضربات على منشآت الطاقة تمّ التفاوض عليه بضغط من واشنطن.
وتعرّضت مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا لقصف مدفعي روسي حرم أغلبية سكانها من الكهرباء وأودى بشخصين، وفق ما أفاد مسؤول أوكراني رفيع المستوى.
وقال المسؤول، الذي لم يشأ كشف هويته لوكالة فرانس برس: “وقع قصف بدا أنه لا يستهدف قطاع الطاقة، لكن قطاع الطاقة أصيب”، معتبرًا أن “هذا الأمر يثير سؤالًا فعليًا عن حدود وقف إطلاق النار”.
وبالنسبة إلى أوكرانيا، يشكّل هذا القصف المدفعي على خيرسون “انتهاكًا مؤكدًا” لاتفاق تعليق الضربات، بحسب المسؤول.
وبعد عدّة أيام من المفاوضات المنفصلة بين الروس والأوكرانيين بوساطة أميركية في السعودية، نشر البيت الأبيض الثلاثاء بيانين تطرّق فيهما إلى وقف للضربات على منشآت الطاقة، لكن من دون تحديد شروط معيّنة أو تاريخ دقيق.
تعد الاتفاقات خطوة ملموسة نحو وقف إطلاق النار – غيتي
وفي التفاصيل، نفى الجيش الأوكراني اتهامات موسكو بأن كييف ضربت بطائرات مسيّرة منشآت للطاقة في منطقتي كورسك وبريانسك الروسيتين، وفي شبه جزيرة القرم المحتلة.
وقال الجيش الأوكراني في بيان عبر تطبيق تلغرام: “يواصل الجيش الروسي إصدار معلومات مزيفة، سعيًا إلى توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد أوكرانيا وإطالة أمد الحرب”.
وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية بدوره، أن بلاده وروسيا لم تتبادلا قصف البنية التحتية للطاقة منذ 25 مارس/ آذار.
قتلى في قصف على خيرسون الأوكرانية
وفي مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا قال مسؤولون إن شخصين على الأقل قتلا ولحقت أضرار ببنية تحتية للسكك الحديدية، وتعطلت إمدادات الكهرباء جزئيًا، بعد تعرضها لقصف روسي اليوم الخميس.
وذكر حاكم منطقة خيرسون عبر تطبيق تلغرام أن امرأة (55 عامًا) ورجلًا قتلا في محطة نقل عام بعد “قصف مكثف”.
من جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون رومان موروشكو عبر تلغرام إن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا.
وأفادت شركة السكك الحديدية الحكومية بأن محطة قطارات في المدينة تعرضت للقصف أيضًا، وبأن أضرارًا لحقت بخطوط الكهرباء والمياه وبعربة قطار.
وأضاف موروشكو أنه نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي جزئيًا، تم تعليق خدمات الحافلات التي تسير بالكهرباء (الترولي) مؤقتًا.
وأمس الأربعاء، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في أن تملك الولايات المتحدة القوة الكافية للضغط على روسيا لوقف إطلاق نار غير مشروط، بعد أن طرحت موسكو شروطًا لوقف الهجمات في البحر الأسود بوساطة واشنطن.
وأكد زيلينسكي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس على ضرورة إبقاء العقوبات المفروضة على روسيا وتعزيزها.
هُدنة برعاية أميركية
وفي اليوم ذاته، تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بانتهاك وقف لإطلاق النار يمنع الضربات على منشآت الطاقة وهي هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة، فيما تلقي شروط روسية بظلال من الشك على هدنة في البحر الأسود.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن اتفاقين منفصلين مع أوكرانيا وروسيا الثلاثاء الماضي لوقف ضرباتهما في البحر الأسود، ومنع استهداف منشآت الطاقة في كل منهما، لكن الخطاب الصادر عن موسكو وكييف يشير إلى فجوة كبيرة بينهما.
ومن الناحية النظرية، تعد الاتفاقات خطوة ملموسة نحو وقف إطلاق النار بعد أن غزت روسيا جارتها عام 2022، في بداية أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية والذي يستعر على امتداد خط جبهة بطول 1000 كيلومتر.
وفي ظل رئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والذي يريد سلامًا سريعًا، نشرت الولايات المتحدة الثلاثاء بيانين مشتركين منفصلين مع موسكو وكييف يحددان الخطوط العريضة للاتفاقات، لكن لم تحدد أي من الوثيقتين جدولًا زمنيًا واضحًا للتنفيذ.
وتطالب روسيا برفع العقوبات المفروضة عليها ولو جزئيًا كشرط مسبق لأي تطبيق للاتفاقات التي تم التوصل إليها.