حذر الجيش الإسرائيلي بعض عناصره من احتمال اعتقالهم خارج البلاد بعد فرار أحد عسكرييه من البرازيل إثر محاولة اعتقاله بشبهة ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتشن إسرائيل حربًا على غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وأفادت صحيفة “هآرتس” العبرية، الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي حذر جنود وضباط الاحتياط في صفوفه من خطر الاعتقال خارج البلاد.
وأوضحت أن التحذير يأتي على خلفية قيام مؤسسات حقوقية بتتبعهم وفتح دعاوى قضائية ضدهم؛ جراء مشاركتهم في حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
“إفلات من المحاسبة”
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش حذر جنود وضباط الاحتياط فقط لأنّ العسكريين النظاميين لا يمكنهم السفر دون موافقة مسبقة من الجيش على عكس الاحتياط.
وذكرت أن تل أبيب تُجري اتصالات مع دول جرى فيها تقديم شكاوى ضد جنود إسرائيليين، لمحاولة منع فتح تحقيقات ضدهم للحيلولة دون اعتقالهم.
وفي وقت سابق الأحد، ذكرت قناة “12” العبرية (خاصة) أن محكمة في البرازيل أمرت الشرطة بالتحقيق مع عسكري إسرائيلي يزور البلاد بشبهة ارتكابه جرائم حرب بغزة.
لكن لاحقًا قالت هيئة البث العبرية (رسمية) إن العسكري تمكن من الفرار عائدًا إلى إسرائيل.
وفي سياق متصل، كشفت ممثلة الادعاء في القضية الخاصة بالجندي الإسرائيلي في البرازيل ماييرا بينيرو للتلفزيون العربي أنها تلقت تهديدات بعد رفعها الدعوى القضائية ضده.
وقالت المحامية البرازيلية إن التهديدات طالت حتى ابنتها التي تبلغ من العمر 10 أعوام بسبب الدعوى، لافتة إلى أنها ستتخذ التدابير اللازمة في هذا الشأن.
ولفتت بينيرو إلى أن العدالة كانت ستأخذ مجراها لو لم تتدخل السلطات الإسرائيلية وتعمل على فرار هذا الجندي المطلوب للتحقيق.
وأضافت أن لديها أمرًا قضائيًا للتحقيق مع هذا الجندي للاشتباه بارتكابه جرائم حرب ونسف عدد من المباني في مكان لم يكن فيه أي هدف عسكري.
ووفق الشكوى التي قدمتها منظمة “هند رجب” (مقرها بلجيكا)، فإن هذا العسكري “متورط في هدم مبنى سكني بالمتفجرات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دون أن تكون هناك حاجة عملياتية لذلك”.
وتم إنشاء هذه المنظمة تكريما لذكرى الطفلة هند رجب (6 سنوات)، التي اغتالها الجيش الإسرائيلي مع جميع أفراد أسرتها في غزة، العام الماضي، أثناء محاولتهم النجاة بأنفسهم من القصف.
وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كشفت القناة “12” النقاب عن تهريب جندي إسرائيلي من سريلانكا قبيل استدعائه للتحقيق معه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
وكشفت وسائل إعلام عبرية في وقت سابق، أن تل أبيب جندت محامين في دول عديدة بأرجاء العالم لمساعدة أي عسكري إسرائيلي يتعرض لمحاولة اعتقال أو يتم اعتقاله بالفعل.