يعيش المرضى والطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة، المحاصر من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 40 يومًا، وضعًا كارثيًا.
وقد دفع التصعيد مدير المستشفى حسام أبو صفية، إلى إطلاق نداء استغاثة جديد اليوم، منددًا باستمرار الحصار الشديد على هذه المنشأة الطبية.
ويمنع الاحتلال إدخال الدواء والغذاء أو وصول سيارات الاسعاف وخدمات الدفاع المدني، على الرغم من النداءات الدولية العديدة لوقف هذه الانتهاكات.
وأفاد أبو صفية بأن 58 مصابًا يتواجدون حاليًا في المستشفى المحاصر، وهم من الأطفال والنساء، ويتلقون الحد الأدنى من الخدمات الصحية. بينما يوجد في العناية المركزة 8 بحالة حرجة و14 طفلًا في قسم الأطفال.
خطر الموت يهدّد الجميع
إلى ذلك، بدأ توافد حالات سوء التغذية منذ يوم أمس، حيث نُقل 17 طفلًا إلى الطوارئ وتدهورت حالة أحد الأطفال الخُدج، واستشهد رجل مسن من تبعات تعرضه للجفاف الحاد.
ولم يكتف الاحتلال بذلك، بل استهدف الطواقم الطبية مباشرة مرتين، الأولى في قسم الطوارئ والثانية في قسم الأشعة ما أسفر عن وقوع إصابات خطيرة بينهم.
وقد حذر مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة مروان الهمص، من خطر الموت الذي يهدد جميع المرضى والطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان، بعد استهداف الاحتلال مولّد الكهرباء ومحطة الأكسجين.
من جهته، ندد المكتب الحكومي بغزة بجرائم جيش الاحتلال والمجازر التي ارتكبها بحق المدنيين، بعد استهداف حي سكني في محيط المستشفى.
وفي حين تجاوز عدد شهداء القطاع الصحي 1050 شهيدًا، منذ بدء العدوان لإسرائيلي على غزة، يشهد القطاع استهدافًا ممنهجًا تسبب في خروج 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا عن الخدمة.
كما تم تدمير 134 سيارة إسعاف وحُرم عشرات الآلاف من المرضى من العلاج.
وفي هذا الإطار، يقول الهمص للتلفزيون العربي من خانيونس: إن الاحتلال يتعمد تعويد الناس على هذه المشاهد من اقتحام للمستشفيات وقصف للمستودعات، بوجود موظفي منظمة الصحة العالمية.
ويرى أن الاحتلال يحاول إخراج المؤسسات والمنظومات الصحية في شمال غزة عن الخدمة، لكي تكون ورقة ضغط على المتبقين من الأهالي هناك، لتهجيرهم منها وفق “خطة الجنرالات”.
ويردف: في الوقت الحالي لا توجد سيارة إسعاف واحدة أو سيارة دفاع مدني في شمال القطاع، بعد إصرار الاحتلال على إخراجها عن الخدمة.