يتوجه النواب اللبنانيون غدًا الخميس، إلى البرلمان في محاولة هي الثالثة عشرة منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون قبل أكثر من عامين، لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وينتخب النواب اللبنانيون رئيسهم وفق آلية معقدة نوعًا ما، وتفرض توافقات واسعة لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
ما هي آلية انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان؟
يتكون البرلمان اللبناني من 128 نائبًا، ويُنتخب رئيس الجمهورية بأغلبية الثلثين على الأقل، أي بتصويت 86 نائبًا، في الدورة الأولى، أو يكتفي بالأغلبية المطلقة أو ما يعرف في لبنان بالنصف زائد واحد، أي 65 نائبًا، في الدورات التالية، وذلك وفق المادة 49 من الدستور.
لكن الدورات التي ينتخب فيها رئيس جديد للبنان بالأغلبية المطلقة، تحتاج أيضًا لحضور ثلثَي البرلمان في قاعة المجلس، أي بحضور 86 نائبًا، الأمر الذي تعذّر تأمينه في الجلسات الاثنتَي عشرة السابقة.
إلا أن وجوب حضور ثلثَي أعضاء البرلمان في الدورات التي تلي الدورة الأولى، يبقى مثار جدل قانوني ودستوري في لبنان، في ظل تأكيد الدستور على الانتخاب بالأغلبية المطلقة في الدورة الثانية وما يليها، من دون أن يذكر النص جزئية حضور ثلثَي أعضاء مجلس النواب.
وتظل الأعراف في لبنان أقوى من النص الدستوري أحيانًا.
وكان رئيس البرلمان نبيه بري قد أعلن بعد كل الجلسات الاثنتي عشرة السابقة، ومن دوراتها الأولى، تأجيل الانتخابات إلى موعد يحدد لاحقًا، بسبب انسحاب كتل نيابية من البرلمان، لتفقد بذلك الجلسات نصاب الثلثين، في ظل غياب التوافق الواسع على الرئيس.
اقتراع سرّي
ويحق للنائب أن يصوت في الاقتراع السري لأي لبناني آخر، أيًا كانت طائفته، وحتى لو لم يكن معلنًا ترشيحه، لأن الدستور لا يفرض الترشح ولا يحدد طائفة الرئيس.
لكن العرف المعمول به في لبنان منذ العام 1943 يقضي بأن يكون الرئيس مارونيًا.
ولا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، خلال مدة قيامهم بوظيفتهم، أو خلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعليًا عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد.
لذلك يعود الجدل دائمًا في لبنان، مع كل استحقاق رئاسي، بشأن انتخاب قادة الجيش، الذين هم من موظفي الفئة الأولى، بحيث يصار إلى تعديل الدستور لمرة واحدة فقط، لتمرير انتخاب قادة الجيش.
لكن حتى هذه الجزئية الدستورية لم تطبق خلال انتخاب ميشال سليمان عام 2008، واعتبر أن سليمان حاز على توافق وطني بعد حصوله على 118 صوتًا من أصل 128 صوتًا عدد أعضاء البرلمان.