تأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عام 1949 وفق القرار رقم 302، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف تقديم خدمات إنسانية للّاجئين الفلسطينيين بعد النكبة عام 1948.
ومنذ بدء عملها في عام 1950 اصطدمت الوكالة الأممية في مناطق عملياتها الخمس بالضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا، بمحاولات إسرائيلية عديدة لإعاقة تنفيذ مهامّها.
توصية بوقف اعتماد كتاب مدرسي
مؤخرًا وجّهت الأونروا خطابًا لمديري المدارس التابعة لها يوصي بالتوقف عن استخدام منهاج اللغة العربية للصف الخامس في مدارس الضفة الغربية.
وقد فسّر كثيرون هذا التوجيه بالتزامن مع ضغوط أميركية إسرائيلية على عمل الوكالة لاحتواء الكتاب دروسًا عن معركة القسطل التي دارت بين المقاومة الفلسطينية والمجموعات الصهيونية عام 1948، وسيرة المناضلة دلال المغربي التي استشهدت عام 1978، وكذلك نصوص أدبية للشاعرة فدوى طوقان.
لكن نصّ خطاب الأونروا اكتفى بالإشارة إلى أنّ هذا التوجيه يأتي حرصًا على التوافق مع سياسات المناهج والجودة، وجاء فيه: “إنه حرصًا على التوافق مع سياسات المناهج الدراسية وضمان جودة التعليم، نطالب بالتوقف عن استخدام النسختين المطبوعة والرقمية من كتاب اللغة العربية للصف الخامس، واعتماد مواد التعلم الذاتي البديلة”.
كما أشارت الرسالة إلى أن مسؤولي التعليم في الوكالة سيجرون زيارات مفاجئة وعشوائية إلى المدارس للتحقّق من الالتزام بالقرار الجديد.
محاولة لطمس الهوية الفلسطينية
وقوبل القرار بموجة اعتراض وانتقاد واسعة في الأراضي المحتلة، وعدة خبراء التعليم محاولة واضحة لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية.
وقد ردّ المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين على خطاب الأونروا ببيان رسمي أدان فيه القرار وقال: “يعد القرار محاولة لتصفية الفكر والإرث الوطني الذي تحقَّق عبر تضحيات الشعب الفلسطيني، وهو ليس جديدًا إذ سبق أن حذف اسم فلسطين وأسماء الشهداء، وحتى مصطلح الاحتلال في مناهج سابقة”.
وكان الكنيست الإسرائيلي صدّق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على قرار يمنع الأونروا من ممارسة أي أنشطة لها داخل المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية، ودخل الشهر الماضي حيّز التنفيذ.
وتركّز وكالة الأونروا في عملياتها على مجالات التنمية البشرية والبنية التحتية، لا سيَّما قطاعا التعليم والصحة إذ يتلقَّى 543 ألف طالب التعليم في 700 ومدرستَين ابتدائية وإعدادية، في أقاليم عملياتها الخمسة بينها 96 ست منشأة تعليمية في الضفة، و183 مدرسة في غزة.
كما يستفيد مليون و900 ألف لاجئ فلسطيني من خدماتها الصحية، إضافةً إلى تلقي 400 ألف لاجئ الدعم من خلال شبكة الأمان الاجتماعي.
وقد علّق رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب هيثم نوارة: “حتى قبل نشوء منظمة التحرير وتطورها، كانت الوكالة مجبرة على تدريس موادّ لا تتطرق للسياسة ولم يكن هذا مؤثرًا لأن المعلمين كانوا بمبادرة منهم يغطون هذه الثَّغرة”.
وعن قرار إسرائيل بوقف عمل الأونروا، كتب مايكل بيكارد: “لإنهم لا يريدون للعالم أن يرى كلَّ الفظائع التي يرتكبونها وجرائم الحرب التي يرتكبونها” في إشارة إلى إسرائيل.
من جانبها، قالت شيلي: “لطالما أرادت إسرائيل تدمير الأونروا لأنها تحمل حقيقة كل لاجئي النكبة الذين فرّوا من الصهاينة، الذين كانوا يسرقون ويحتلون أراضيهم”.