استخدم المزارعون الأوروبيون قبل ثلاثة قرون طائر المينا لمكافحة الحشرات التي تصيب محاصيلهم الزراعية.
لكن الوجه الآخر للمينا والذي ظهر فيما بعد ولم يكن يعرفه المزارعون آنذاك؛ هو أنه أحد أخطر الطيور على الإنسان والمحاصيل الزراعية. وقد استوطن عدة دول في العالم وتسعى حكوماتها لمكافحته.
ولم تكن الجزائر من بين الدول التي يهددها هذا الطائر بشكل كبير. إلا أن جمعية بيئية أطلقت جرس إنذار بعد أن لاحظ أحد أعضائها وجود طائر “المينا” في العاصمة الجزائرية.
ونشرت الجمعية بيانًا للتحذير من طائر المينا بسبب خطره على النظام البيئي وعلى الإنسان، حيث يصنف ضمن أكثر ثلاثة طيور إضرارًا بالنظام البيئي، بحسب منظمة البيئة العالمية.
وقالت جمعية “ترقية تربية الطيور للجزائر العاصمة” في بيانها: “رصدنا بقلق شديد ظهور طيور المينا الدخيلة. هذه الطيور التي لم تكن جزءًا من بيئتنا الطبيعية، أصبحت طليقة وتشكل تهديدًا حقيقيًا للمحاصيل الزراعية وصغار الطيور المحلية”.
لكن المديرية العامة للغابات في الجزائر دعت من جهتها إلى عدم تهويل الأمر، لا سيما وأنه طائر يوجد في البيئة وفي الهند بشكل عادي، وقررت الشروع في عملية تحقيق في وجود طائر المينا عبر تنظيم زيارات للمناطق المشتبه في وجوده بها من أجل إثبات أو نفي أنه هذا النوع من الطيور.
طائر المينا ناقل للأمراض
وبالرغم من دعوة السلطات المعنية إلى عدم التهويل والتريث إلى حين انتهاء عملية التحقق من وجود هذا الطائر في الجزائر، إلا أن إعلان الجمعية الجزائرية السابق أثار ضجة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويسبب طائر المينا أضرارا للمحاصيل، ويعتبر من الآفات الزراعية التي يتم مكافحتها عالميًا. كما أنه يعد ناقلًا لأمراض، مثل إنفلونزا الطيور والسالمونيلا والطفيليات مثل العث، التي يمكن أن تسبب التهاب الجلد لدى البشر.
ولا تقتصر أضرار طائر المينا على البشر والمحاصيل الزراعية، إذ يعرف بالعدوانية والشراسة وسرعة الانتشار، حيث يعمل على منافسة الأنواع الأصيلة من الطيور وتخريب أعشاشها وقتل صغارها، مما يؤثر على تعداد وتوزيع هذه الأنواع وينعكس على التوازن البيئي بشكل سلبي.
ورغم هذه الصفات يتمتع المينا بصفات تشير إلى ذكائه المرتفع، حيث يمكنه تقليد الأصوات البشرية بشكل كبير مثل طائر الببغاء.
انتشار مثير للقلق
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا بشأن هذا الطائر.
وقالت الأستاذة والباحثة في مجال السياسات البيئية منال سخري: “تم رصد ظهور طائر المينا بالعاصمة ما يثير القلق، فهو يعتبر من الأنواع الغازية التي تشكل خطرًا على التنوع البيولوجي المحلي. الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية يتطلب وعيًا وتحركًا لمواجهة تهديد هذه الأنواع الدخيلة”.
أما المختص في علم البيئة النباتية نادي بن عواد الحربي، فقال: “طائر المينا أصبح غازيًا للحدائق بشكل مخيف يهدد التوازن البيئي، ومن صفاته التي ساعدت على انتشاره: أنه ذكي يكوّن جماعات، شرس يدافع بشراسة عن مكان تواجده، متحمل للظروف البيئية، يطير لمسافة تصل 20 كلم بحثًا عن الطعام”.
وكتب أوس عن تجربته مع طائر المينا، قائلًا: “نعاني منه في مزرعة الوالد ومفسد بالذات لأشجار الرمان ما يخلي رمانه إلا ويخربها”.
بينما قال عبدالله البراك: “طائر المينا الهندي طائر عدواني شرس، عدو لدود للمزارعين والطيور المحلية، ومؤذٍ للمواشي ويعتبر من أفضل الطيور في تقليد الكلام البشري”.
وتشمل مناطق انتشار طائر المينا قارة آسيا وإفريقيا وأميركا الشمالية وأوروبا. وقد تم إدخاله بشكل متعمد أو عن غير قصد إلى أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك شبه الجزيرة العربية وأجزاء من بلاد الشام.