يحرص المغربيون في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، على ممارسة عادات وتقاليد يتوارثونها من جيل إلى جيل منذ زمن طويل.
ويواجهون بتمسكهم بالعادات والتقاليد زحف التكنولوجيا الحديثة والمستجدات العصرية، التي باتت تُهدّدها.
فبينما تظهر هذه العادات جليًا في الأحياء الشعبية وتختلف من منطقة إلى أخرى، تغيب عن بعض الأحياء الجديدة بالمدن.
تقاليد رمضانية في المغرب
ويتميّز الشهر الفضيل في المغرب بتقاليد خاصة ضاربة في التاريخ، لا ترتبط فقط بالعادات الغذائية والاستهلاكية، من بينها:
1- الاحتفاء بالأطفال الصائمين للمرة الأولى
تحرص الكثير من الأسر على أن تكون أولى أيام الصوم لأطفالها الصغار، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان.
وتُشجّع الأسر أطفالها من خلال منحهم جوائز عندما يُتمّون اليوم الأول من الصيام، وإلباسهم اللباس التقليدي وتصويرهم لدى مصوّرين محترفين وهم يمتطون الخيل أو يجلسون على أريكة مزيّنة وكأنهم عرسان جدد.
وتبقى هذه الطقوس الخاصة راسخة في أذهان الأطفال، لا سيما وأنّها جزء من تراث يمتدّ لسنين.
وتختار بعض الأسر اليوم السابع والعشرين من الشهر الفضيل ليكون أول أيام صيام أطفالهم، بالتزامن مع ليلة القدر التي يُحييها المغاربة في أجواء خاصة.
2- الاهتمام بالقُرّاء
في العشر الأواخر، يهتم المشرفون على المساجد بالقُرّاء، حيث يكرمونهم ويدعمونهم ماديًا ومعنويًا، سواء أئمة المساجد الرسميون أو الذين يتم ّاستقطابهم من أماكن بعيدة لإحياء التراويح، مع توفير المسكن والمأكل.
ويكون الدعم المالي من خلال جمع تبرّعات المصلّين خاصة في ليلة القدر. ويزيد الاهتمام بالقارئين مع تزايد عدد المقبلين على المساجد.
وتُضفي أصوات الشباب في تلاوة القرآن جوًا من الخشوع، ما يجذب المُصلّين خاصة الشباب منهم، ويزيد من ارتباطهم بالمساجد.
كما أنّ لهؤلاء الشباب قدرة على تجويد القرآن بشكل مؤثر يُساهم في تعميق الإحساس بالروحانيات.
3- اقتناء ملابس العيد خاصة التقليدية منها
تحرص الأسر المغربية على اقتناء ملابس العيد بما فيها الملابس التقليدية، ما يجعلها تحافظ على العادات والتقاليد المتوارثة منذ عقود.
ورمضان هو مناسبة تُظهر تعلّق الأفراد بالأزياء التقليدية، سواء في المعاملات التعبدية أو الزيارات العائلية.
وتعرف الأسواق في العشر الأواخر من رمضان حركة كبيرة وانتعاشًا في مبيعات الملابس خاصة التقليدية، حيث يرتفع الإقبال على شرائها بشكل كبير بالنسبة لكل الفئات العمرية.
ومن الملابس التقليدية: الكَندورة والجلابة والبَلغة والقُفطان.
ويعزو الباحثون الإقبال على هذه الملابس إلى التقاليد المتوارثة من جهة، وإلى عراقتها وجمالها من جهة ثانية، ولكونها تتطلّب مهارة وتجربة وحرفية ووقتًا من جهة ثالثة، في ظل المنافسة الكبيرة للملابس الحديثة أو التقنيات العصرية المستعملة في الصناعة التقليدية ذاتها.
كما تُشكّل الأيام العشر الأواخر في رمضان ذروة البيع لدى التجار، حيث يكون الإقبال كبيرًا لشراء الملابس.
4- التزيّن بالحنّاء
يشهد التزيين بالحناء إقبالًا كبيرًا خلال العشر الأواخر من رمضان، سواء داخل الأسرة أو في بعض الأماكن الشعبية المعروفة، حيث تتجمّع النساء في مجموعات متفرّقة لنقش الحناء.
وتبدأ طقوس الحناء بعد صلاة العصر وتتوقّف قبيل الفطور، ثم تُستأنف بعد ذلك، وتمتد إلى ساعة متأخرة من الليل يوميًا.
5- الاستعداد للسفر لقضاء العيد لدى الأهل
قبيل عيد الفطر، يستعد الكثير من المواطنين في المغرب للسفر داخليًا من أجل قضاء العيد لدى عائلاتهم، حيث تعرف محطات النقل ازدحامًا كبيرًا.
ويختار الكثير من الأفراد قضاء العيد في مسقط رأسه.