مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ صباح الأحد، يترقب الجميع تنفيذ أولى مراحل المرحلة الأولى من الصفقة، لا سيما تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وينتظر أن يشهد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق حركة حماس سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين.
ومنذ أيام، يواصل الإعلام الإسرائيلي نشر قوائم بأسماء أسرى فلسطينيين يقول إنه من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.
نقل الأسرى في “قوافل آمنة”
وتشرع مصلحة السجون الإسرائيلية، مساء السبت، في نقل الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم الأحد إلى المرافق التي سيُطلق سراحهم منها.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن مصلحة السجون ستنقل مساء السبت الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم الأحد، في قوافل آمنة إلى مرافق السجون المحددة، حيث سيتم إطلاق سراحهم.
وفيما لم تقدم الإذاعة تفاصيل إضافية، ذكر موقع “والا” العبري أن مصلحة السجون الإسرائيلية أتمت استعداداتها اللوجستية لعملية نقل الأسرى.
وأشار الموقع إلى أنه خلافًا لاتفاق تبادل الأسرى الذي جرى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، سيتم نقل الأسرى الفلسطينيين عبر حافلات مصلحة السجون ذات النوافذ الملونة، بدلًا من حافلات الصليب الأحمر الدولي، بهدف منع أي مظاهر علنية للاحتفال.
وأوضح التقرير أن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مشروط بتأكيد تسليم الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر.
ووفقًا للموقع، سيتم نقل الأسرى الفلسطينيين إلى سجني “شيكما” في عسقلان (جنوب) و”عوفر”، قرب بلدة بيتونيا، غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
“خلل” في قوائم الأسرى
في المقابل، لم تعلن حركة “حماس” أو هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين (رسمية) أو الوسطاء رسميًا، أسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى على الأقل.
والجمعة، نشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة تضم 95 معتقلًا فلسطينيًا من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
وشملت القائمة عضو المجلس التشريعي الفلسطيني (سابقًا) عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسيرة خالدة جرار. كما تضمنت القائمة في معظمها أسيرات (النسبة الأكبر) وشبانًا صغارًا دون الـ25 عامًا.
لكن المتحدث باسم هيئة الأسرى والمحررين ثائر شريتح، قال في بيان الجمعة، إن تلك القائمة تعاني من “خلل واضح”.
وأضاف: “إن تلك القائمة تحتوي على خلل واضح، يتمثل في وجود أسماء أسيرات مفرج عنهن (لسن أسيرات حاليًا)، كما تم نشر تواريخ ميلاد لعشرة أسرى دون ذكر أي بيانات إضافية عنهم.
وأوضح أنهم لا يثقون في البيانات التي تنشرها “سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها”.
كما دعا شريتح، وسطاء الصفقة في قطر ومصر، إلى “وضع حد لهذه التجاوزات الإسرائيلية، وعدم إعطاء سلطات الاحتلال أي مساحة لممارسة أي خروقات تخلق إرباكًا في الشارع الفلسطيني، ولدى عائلات الأسرى”.
والسبت، نشرت عدة وسائل إعلام عبرية قوائم بأسماء معتقلين فلسطينيين قالوا إن من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى.
ومن بين وسائل الإعلام تلك، كانت صحيفة “معاريف” و”يسرائيل هيوم” وهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إضافة إلى قوائم وزارة العدل الإسرائيلية، حيث نشروا أسماء ما لا يقل عن 735 أسيرًا فلسطينيًا.
غموض بشأن آلية الإفراج عن الأسرى
وفي هذا السياق، يشير محامي هيئة شؤون الأسرى خالد محاجنة إلى أن آلية الإفراج عن الأسرى ضمن المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة غير واضحة بشكل دقيق.
ويلفت في حديث إلى التلفزيون العربي من استوديو رام الله إلى أنه جرت العادة في صفقات تبادل سابقة أن يتم تسليم الأسرى إلى الصليب الأحمر.
ويقول محاجنة: “إن وحدات الجيش الإسرائيلي التي تنكّل بالأسرى يوميًا هي نفسها التي ستقوم بتسليم الأسرى المفرج عنهم”، مؤكدًا أن آلية تسليم الأسرى الغزيين غير واضحة، وسط احتمال نقلهم إلى مصر ومن ثم إلى غزة أو نقلهم من السجون إلى أحد الحواجز في القطاع للإفراج عنهم.
كما يشدّد المحامي على أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم يرتبط بعدد الأسرى الإسرائيليين الذين ستفرج عنهم حماس، حيث من المتوقع الإفراج عن 95 أسيرًا فلسطينيًا يوم غد الأحد.
ويشير محاجنة إلى مخاوف من التفاف إسرائيل على الصفقة، لافتًا إلى أن الاحتلال قد يعيد اعتقال الأسرى المفرج عنهم في حال احتفال عائلاتهم كما حصل في مرات سابقة.