أعرب المصور السينمائي الفرنسي من أصول إيرانية، داريوس خوندجي، عن ترحيبه بالعمل في مشروعات فنية عربية، بعد مسيرة مهنية طويلة بدأها من العاصمة الفرنسية باريس، لافتاً إلى أنه يشعر بالخجل لكونه لا يتحدث العربية بطلاقة، واصفاً إياها بأنها لغة رائعة ومعبرة.
وأضاف خوندجي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه شاهد تجارب سينمائية عربية بالفعل، وأعجب بكثير منها، لافتاً في حديثه إلى معرفته الجيدة بالمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، وأنه يعلم قدر بصماته الفنية المميزة، ولكنه لم يتعرف عليه عن قرب، رغم إتاحة الفرصة أمامه في باريس، وخصوصاً في مرحلة شبابه خلال حقبتَي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، قائلاً: «تمنيت أن أصافحه خلال وجوده في باريس؛ لكن خجلي منعني، ولم أذهب لمقابلته».
وكشف خوندجي أنه مغرم بالفنان المصري العالمي عمر الشريف، وكان يطمح لمقابلته، وشاهد فيلمه «لورانس العرب» عندما صدر في الستينات، وبعد ذلك شاهده أيضاً مرات عدة.
وخلال ندوته التي أقامها ملتقى «قمرة السينمائي»، في دورته الـ11، الذي تنظمه «مؤسسة الدوحة للأفلام»، في العاصمة القطرية الدوحة، حتى 9 أبريل (نيسان) الجاري، تحدث خوندجي بوصفه خبيراً سينمائياً عن مسيرته في صناعة السينما، وعمله مع مشاهير كثر، من بينهم الفنانة العالمية مادونا في أغنيتها «المتجمدة».
ولفت خوندجي إلى أنه بدأ مشواره بصناعة الأفلام القصيرة في ضواحي باريس؛ حيث ترعرع. وعندما أراد أن يصبح مخرجاً ويدير الكاميرا، كان عليه الحفاظ على طموحه وحلمه في صناعة أعمال مختلفة، مؤكداً أنه كان مفتوناً بأفلام الرعب ومصاصي الدماء.
ونوه خوندجي بأن شقيقته تشاركه الطموح الفني وعشق السينما، موضحاً أنه تعلَّم التصوير في فرنسا، وسافر كثيراً لاكتشاف مناطق جديدة، من بينها المكسيك، حتى يكون مختلفاً في أعماله عن السائد.
وقال خوندجي إنه بدأ مشواره بتصوير الإعلانات، و«الفيديو كليب»، كما أكد أنه لا يفضل العمل بالتكنولوجيا الحديثة؛ بل يلجأ لخبرته المهنية والتعامل مع الكتب العلمية؛ مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة التي يعتمدها البعض لم تستهوِه، وأن انتقاله للعمل بها كان مؤلماً للغاية، فهو يحب الإنصات للقصة وتنفيذ عوالمها بطريقته الخاصة، موضحاً أن «العملية الرقمية خطيرة، وقد تدمر العمل وتفقده رسالته إن لم تُنفَّذ بحرص».
وعبَّر خوندجي عن أهمية الموسيقى ومزج الألوان والحرص على التفاصيل الطبيعية في أعماله، مؤكداً أن لديه ذكريات كثيرة عن الموسيقى التصويرية بالسينما؛ حيث كان يحب الاستماع إلى الموسيقى التصويرية للأفلام المصرية، وأفلام الواقعية الجديدة الإيطالية، والأفلام الأوروبية السائدة، والأفلام الهندية.
وقدم خوندجي أفلاماً عدة، من بينها: «طوبى»، و«سبعة»، و«مأكولات فاخرة»، و«جواهر غير مصقولة»، و«ميكي 17»، خلال مسيرة مهنية بدأها منذ 40 عاماً.
ونال خوندجي أول ترشيح لجائزة «قيصر» عن فيلمه «أطعمة فاخرة»، في مطلع تسعينات القرن الماضي، كما رُشح لجائزة «الأوسكار»، وجائزة الجمعية الأميركية للمصورين السينمائيين (ASC) عن فيلم «باردو… السجل الزائف لحفنة من الحقائق» عام 2022، وحصل على جائزة «الضفدع الفضي» في مهرجان «كاميرا إيميج»، إلى جانب تكريمه بجائزة «بيير أنجينو»، في مهرجان كان السينمائي عام 2022.