قال المفاوض الروسي غريغوري كاراسين في تصريحات لقناة “زفيزدا” التابعة لوزارة الدفاع الروسية: إن موسكو تأمل في تحقيق “بعض التقدم” في المحادثات التي ستعقد في السعودية الإثنين.
وأضاف كاراسين أنه وزميله المفاوض مستشار جهاز الأمن الفدرالي الروسي سيرغي بيسيدا، يتمتعان بروح “بناءة وإيجابية” قبل المحادثات، مشيرًا إلى أن الوفد الروسي سيتوجه إلى السعودية الأحد على أن يعود الثلاثاء.
“دبلوماسية مكوكية بين غرف الفنادق”
وتأتي تصريحات المفاوض الروسي قبل 48 ساعة على محادثات منفصلة يجريها مسؤولون أميركيون مع أوكرانيا وروسيا بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وسيلتقي المفاوضون الأميركيون بشكل منفصل مع الوفدين الروسي والأوكراني في السعودية الإثنين، فيما اعتبره الموفد الأميركي كيث كيلوغ “دبلوماسية مكوكية” بين غرف الفندق.
ورغم الحراك الدبلوماسي والضغط من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدو من الصعوبة تحقيق اختراق.
وقال مسؤول أوكراني لوكالة فرانس برس الجمعة إن كييف تأمل في أن تفضي المحادثات “على الأقلّ” إلى وقف للضربات على منشآت الطاقة والبنى التحتية والمرافق في البحر الأسود من كلا الطرفين.
ورفضت موسكو اقتراحًا أميركيًا-أوكرانيًا بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، وعرضت بدلًا عن ذلك وقف الضربات الجوية على منشآت الطاقة.
ورغم المقترح استمر الجانبان في شن هجمات جوية في الأيام القليلة التي تسبق المحادثات. واتهمت أوكرانيا روسيا بعدم السعي الجاد للسلام وانتقدت بشدة هجماتها المستمرة، رغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أنه أمر جيشه بوقف استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية.
وأطلقت روسيا 179 طائرة مسيّرة على أوكرانيا خلال الليلة الماضية، حسبما أعلن سلاح الجو الأوكراني السبت.
“مقتل مراهقة وأبويها”
وفي مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا قضى رجل وامرأة وابنتهما المراهقة في سقوط مسيّرة على منزلهم في ساعة متأخرة الجمعة ما أثار غضب المسؤولين الأوكرانيين.
تستمر الهجمات بين الطرفين في الوقت الذي يستعدان فيه لاستئناف المفاوضات في السعودية – غيتي
وقال حاكم زابوريجيا إيفان فيدوروف على تلغرام: إن “جثتي الابنة والأب انتشلتا من تحت الأنقاض. وحاول الأطباء إنقاذ حياة الأم لأكثر من 10 ساعات لكن مع الأسف لم يتمكنوا من إنقاذها”.
وفي موقع إحدى الضربات، شاهد مصور من وكالة فرانس برس عناصر الإنقاذ وهم يبحثون بين ركام مبنى مدمر وسط تصاعد الدخان ليلًا.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك: إن “روسيا انتهكت مجددًا وقف إطلاق النار وقتلت طفلة عمرها 14 عاما في زابوريجيا بواسطة المسيرة الإيرانية الصنع التي تستخدمها موسكو خلال الحرب”.
في المقابل، شنّت أوكرانيا هجمات على روسيا بالطيران المسيّر ليلًا ما أسفر عن إصابة شخصين جنوب روسيا.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه تفقد القوات التي تدافع عن مدينة بوكروفسك الشرقية المحاصرة، والتي تحاول روسيا تطويقها والسيطرة عليها منذ أشهر.
وكان اختيار روسيا للمفاوضين قد أثار تساؤلات، مع تعيين شخصين من خارج مؤسسات صنع القرار الدبلوماسي التقليدية مثل الكرملين أو وزارتي الخارجية والدفاع.
فكاراسين هو دبلوماسي سابق وسيناتور حالي في مجلس الشيوخ الروسي، في حين أن بيسيدا هو من كوادر جهاز الأمن الفدرالي الروسي.
وأقر جهاز الأمن الفدرالي الروسي في 2014 بأن بيسيدا كان في كييف خلال قمع دموي في العاصمة الأوكرانية وسط الثورة المؤيدة للاتحاد الأوروبي.