حذّرت دراسة بريطانية هي الأولى من نوعها من أنّ الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) لديهم متوسط عمر أقصر بنحو سبع سنوات للرجال وتسع سنوات للنساء، مع ارتفاع خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية.
واستخدمت الدراسة التي نُشرت في المجلة البريطانية للطب النفسي، بيانات الوفيات في المملكة المتحدة لمقارنة متوسط العمر المتوقّع لحوالي 30 ألف بالغ مصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، مع مجموعة من حوالي 300 ألف بالغ تمت مطابقتهم حسب العمر والجنس وممارسة الرعاية الأولية.
ووجدت أنّ تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ارتبط بانخفاض العمر بمقدار 4.5 إلى ما يزيد قليلًا عن تسع سنوات للرجال، أو 6.78 سنة في المتوسط، ومن 6.5 إلى 11 سنة تقريبًا للنساء، أو 8.64 سنة في المتوسط.
وكشفت الدراسة أنّ البالغين المُصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط كانوا أكثر عرضة للإصابة بحالات صحية جسدية مثل مرض السكري وأمراض القلب ومشكلات الجهاز التنفّسي المزمنة والصرع.
ما هو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط؟
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو حالة نمو عصبي يُمكن أن تُسبّب صعوبة في التركيز وفرط النشاط والاندفاع.
والأشخاص المُصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، هم أكثر عرضة للمجازفة والعيش مع صعوبات مع الاندفاع، ما يعني أنّهم قد يكونون أكثر عرضة لقلّة النوم وتطوير سلوكيات إدمانية مثل شرب الكحول والتدخين والشرب وربما تناول الطعام أكثر مما ينبغي، أو لديهم معدلات أعلى من مشاكل الصحة العقلية وحتى الانتحار.
وفي هذا الإطار، رجّح الباحثون أن تكون هذه الأعراض هي السبب وراء الفجوة في متوسط العمر المتوقع، وليس اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط في حد ذاته.
نقص التشخيص
كما أثارت الدراسة مخاوف بشأن نقص تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وحتى الوصول إلى العلاج.
ولاحظ المؤلفون أنّ 0.32% فقط من البالغين في الدراسة قد تمّ تشخيصهم، أي ما يُمثّل حوالي واحد من كل تسعة من العدد الحقيقي المحتمل للأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، بناء على المسوحات القائمة على السكان.
وفي حين تلقّى ثلث البالغين المُصابين بهذا الاضطراب العصبي أدوية أو استشارات لقضايا الصحة العقلية، أفاد حوالي 8% برفض طلبهم للحصول على علاج الصحة العقلية.
وتًسلّط هذه النتائج الضوء على الحاجة إلى المزيد من الاستثمار في خدمات الصحة العقلية، حتّى يتمكّن الناس من الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها.